10‏/5‏/2018

احتفي بانجازك من تجربة أكاديمية مبتعثة ١٠

احتفي بانجازك 

 سحر الشهري
                           
😉سأذكر تفاصيل احتفالي في نهاية المقال
                 

أهلاً ومرحباً بكم من جديد، 
بعد الانتهاء من تدوين سلسلة (من تجربة أكاديمية مبتعثة) والتي في الحقيقة لم انتهي منها بعد ولكني أجلتها لأمر سأخبركم به في وقته المناسب بإذن الله 😍، ولكن أحببت أن اختم هذه السلسلة بهذه الخاطرة البسيطة والتي أعتقد بأنها ستكون خفيفة جداً مقارنة مع المواضيع الأكاديمية السابقة، والهدف من كتابتها هو كثرة الأسئلة التي وردتني سواء من النساء اللاتي أعرفهن أومن غيرهن ألا وهو، كيف؟ نعم كيف فلعتيها يا سحر؟ هل من طرق معينة تلهمينا؟ هل نستطيع انجاز شيء مهم في حياتنا؟ ومع وجود أطفالنا؟
لذا قررت أن اكتب هذا المقال كأني أتحدث مع أختي أو صديقة عزيزة، خرجت من القلب لعلها تصل إلى القلب، وهي اجتهاد مني فحسب حيث سأوضح فيه الطرق التي اتبعتها بنفسي، وهناك غيري الكثير من النساء الأجدر والأقوى والأكثر انجازاً وقد يكن كذلك أكثر مسؤوليات مني، ولكن هذا جهدي الذي قمت به ومن وجدت في جعبتها ما يمكن اضافته هنا فسأكون لها شاكرة ومقدرة.  
وهذه بعض الخطوات التي وجدتها مهمة للتوضيح بعد توفيق الله وتيسره، لتحتفلين بانجازك وتحقيقين ما كتبته على ورق ليصبح حقيقة 💪:

أولاً: إذا قررتي الخروج من دائرة الراحة فستبحثين عن الطريق


من النصائح التي سمعتها يوماً ما والتي لا أذكر من قالها حقيقة وهي أنه "ليس هناك شيء اسمه لا أستطيع في قاموس الناجحين، هناك فقط أريد أو لا أريد، لذا توقفي عن الشكوى واخطي خطوة نحو الأمام".
دعيني أصارحك بأمر وهو أنني قد أمضيت ما يقارب الخمسة أشهر في احدى مدن الغربة وكنت حينها اجتمع مع رفقة لم يكن من اختياري حقيقة، المهم وجدتني فقط اتحدث معهن عن المطبخ وماهي آخر الأكلات، وكيف نطبخ ما اشتقنا إليه في غربتنا، وحكايا مملة في نطاق ضيق جداً بعيداً عن حكايا الكون الفسيح. فجلست مع نفسي حينها أهذه أنا بالفعل! تلك الفتاة التي كانت تنخرط في الأنشطة المدرسية المختلفة تنجز وتعطي كالنحلة، هل هذي هي في نهاية المطاف؟ ستمضي سنين غربتها على هذا النحو!
بعدها قررت الخروج من هذه الدائرة وبحثت عن الطريق الذي يوصلني إلى ما أريد وقررت أن استكشف المزيد، وبدأت مشوار التقديم على الجامعات بعد اكمال المتطلبات قبلها وفي هذه الصورة القادمة توضح الايميل المفرح بقبولي في الجامعة.


وقيسي على غيرها من الأمور المفرحة التي لم تتوقعي بأنها ستحصل 😊
                                     
ملحوظة : ليس المهم هنا هو التركيز حول موضوع الدراسة، فهناك أمور أخرى كذلك جميلة غير الدراسة، لكن هذا الذي ما كنت أريده أنا، ماذا تريدين أنتِ؟ هذا يرجع إليك إلى اهتمامك، قد يكون مثلاً عمل مشروع تجاري كذلك نفس الكلام يقاس عليه، فقط اخرجي من دائرة الراحة واخطي خطوة أخرى نحو الامام واستعيني بالله. 

ثانياً: تستطيعين ونقطة على السطر

إذا قررتي النهوض وكنتِ مثلي أم لأطفال فستجدين المعين بإذن الله، بالنسبة لموضوع أطفالي الذين كانوا تحت سن الدراسة استعنا بالحضانات واخترناها بعناية لأنها المعين بعد الله لي في بقية المشوار. نعم كنا نعيش على ما يكفي الحاجة فقط والحمد لله بمعنى "أن الميزانية التي كنا نستثمرها في الأطفال لم تكن بالهينة" لكن قد تجدين البدائل الأرخص فإذا بحثتي ستجدين بإذن الله.
ملحوظة: هنا دعوة لنشر ثقافة جودة الحضانات في العالم العربي مع المنافسة الشريفة في الأسعار لأنها ستكون نِعم المعين للأم بإذن الله، نعم يوجد لكن وجدت بعضها مبالغ جداً في الأسعار مقابل الجودة. وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.  
بداية أنا أؤمن أن تواجد الأم مع أطفالها نوعي وليس كمي، لا أقتنع بمن تخبرني بأن مجرد وجود الأطفال في حياتك يعني أن انهي نفسي عن العالم واتفرغ لهم. غير صحيح ومن تحاول اقناعي بذلك لا أوافقها لأن التربية مسؤولية مشتركة بين الأم والأب، ومن غير الصحي أصلاً مقابلتهم ٢٤ ساعة! حتماً ستأخذ وقت لنفسها حتى تستطيع التفرغ لهم، إذاً هي ستأخذ وقت لذلك فلتتفرغ لعلمها وتطوير ذاتها ومشاريعها من باب أولى.
لذلك لا يأخذك تأنيب الضمير إلى بعيد واستمري فأولادك في المكان الصحيح للتربية ولابد أصلاً من معاون صحي في التربية، وقد تعلموا أولادي عادات كثيرة جيدة إلى الآن لازالوا متأثرين بها وأهمها القراءة الذي سبق وكتبت عنه مقالا هنا. وإن كنتِ تسكنين مع أقارب يحبون تقديم العون لكِ فلا تتردي في طلب العون منهم. ولا أنصح بالخادمات إلا إذا كانت متخصصة في التربية ولديها ما يثبت ذلك أما أن تأتي من مكان لا تعرف فيه معنى التربية والآداب فكيف لها أن تربي وتساعدك في هذا الجانب!!

إن كنتِ لا زلتي مترددة انصحك بقراءة كتاب تحفيز الذات للكاتبة جيل لندنفيلد وهو مترجم، وقد ذكرت في كتباها (ص .١٤٥)" عندما نجد أنفسنا مربوطين بسلسلة لانهاية لها من الأعذار، فعادة ما تكون هناك مشكلة كاملة تحتاج انتباهنا".

وأدعوك لقراءة مقال الكاتبة تهاني بعنوان "شماعة الأعذار" في كتابها ٨ اشخاص يجب أن تتخلص منهم، وقراءة كتاب غير تفكيرك غير حياتك للمؤلف بريان تراسي كذلك مترجم.




 استقبلت تهاني وتبريكات مميزة ولله الحمد فحقاً شكراً لمن صنع بهجتي وشاركني الفرحة ،وفي هذه الصورة احداى التبريكات التي وصلتني وصنعت يومي بالغعل  من صديقتي السويسرية وهي من أصول بوسنية 💖

أعتقد أنكم توافقوني الرأي بأنه لايوجد أجمل من تعبير أطفالك لفرحة نجاحك💞

ثالثاً: اختاري التخصص الذي تحبينه والمشروع الذي تودين العمل فيه 

وحددي ماذا تريدين أن تكوني بعد سنوات قريبة بعد هذا القرار، لماذا؟ لأنه الدافع لكِ في المواصلة، من حقك استشارة أهل الشأن في ذلك حول التخصص، وتذكري بأنه دائماً لديك الفرصة في التغير.  وإن لم تجدي التخصص المناسب لك، اختاري تخصصاً عاماً بحيث تستفيدين منه فيما بعد للعمل على نطاق أوسع. وقيسي عليه غيره من المشاريع. 

من الدروس الجميلة التي تعلمتها الكاتبة تهاني من والدتها ما ذكرته في كتابها السابق الذكر (ص.٣١) " أن أغلق أذني عن كلام الناس، واسمع صوت قلبي الذي يأخذني دوماً إلى الطرق التي أحبها وإلى الأشياء التي أشعر بشغف تجاهها" 

رابعاً: "لاتضغطين" على نفسك

 خذيها على راحتك "بالطول وبالعرض" واستمتعي بالوقت تماما، وعيشي اللحظة سواء كنتِ طالبة، أوأم وطالبة. وإذا دخلتي الجامعة اختاري الأسهل من المواد في البداية حتى لاتنصدمين من صعوبة بعض المواد وتحبطين. وأحياناً قد تكون بالفعل مملة  بعض المواد أو الأساتدة نفسهم مملين لكن تذكري النتيجة التي قررتيها لنفسك للوصول إلى طموحك حتى تتحمسين أكثر. كذلك من النقاط التي فادت احدى الرفيقات أم تالا  وهي طالبة دكتوراة وأم لأطفال بأنه عندما  تمرين باحباط  أثناء الدراسة انظري إلى الجدول الدراسي بشكل عام منذ بدايتة حتى اليوم المتوقع فيه الانتهاء وانظري إلى الانجازات التي حققتيها في الماضي حتى يعطيك دفعه جميلة للأمام. 

وفي الحقيقة من الأخطاء التي ارتكبتها في دراسة الماجستير أنني اخترت أربع مواد في ترم واحد، نعم استطعت الموازنة ولله الحمد بينهم لأن بعض التكاليف كانت في الترم الثاني من توفيق الله ورحمته، ولكن كانت جداً متعبة لذلك لا تفعلي فعلتي وخذي الأمر بهدوء أكثر. 

صورة التقتطها من المكان الذي اخترته للاحتفال، حدثوني إن كان هناك أكثر جمالاً من النظر للبحر! بالتأكيد ستحتاجين إلى متنفس بين فترة وأخرى حتى تنتقلي من حالة الضغط والدراسة والتفكير إلى أمر آخر يخرجك تماماً، فكري وستجدي المناسب لكِ حتماً. 


خامسا: احيطي نفسك بالملهمين

هذا جداً مهم لأني مريت بلحظات كثيرة  ضعفت فيها، ولكن احطت نفسي بالأشخاص الداعمين القريبين مني وأولهم والدي ووالدتي الله يسعدهم سعادة الدراين فقد جعلت لنا "قروباً في الواتس" خاص بنا نحن الثلاثة فقط وما أن يضيق بي الحال أو يشتد علي الأمر إلا وأسرعت لهم بعد طلب العون من الله بأن يدعوا لي، ففعلاً وجدت بركة دعائهما.  ومن الجدير بالذكر بأن دعم الزوج له بالغ الأثر الايجابي لاكمال طموحك فأنا أجزم بأنه إذا كان مؤمناً بنجاح العائلة قطعاً سيهتم بأمرك ونجاحك وتطويرك وسيكون لكِ نعم الناصر والمعين. 
كذك احطت نفسي بنِعم الصديقات الفريدات سواء كن عرب أم من غير العرب وقد سبق أن كتبت مقالة تجدونها هنا عن رفقة للروح من غير العرب، فقد كانت مساندتهم لي ووقوفهم معي في المواقف الصعبة بحق رائعة لن أنساها ماحييت. لا تقولين لا يوجد ابحثي فهذا الكون الفسيح مليء بالخيارات الجميلة من الأصدقاء. 
وأيضاً كنت كثيراً ما اطلع على مقاطع يوتيوب لأشخاص ملهمين قد تعثروا في حياتهم وماهي نصائحهم وجدتها بالفعل مفيدة تجاربهم، وغيرها من الأمور التي تعلمت مع الأيام بأنها تلهمني وتقويني، ابحثي فأنتِ أعلم بنفسك مني.    

سادساً: تنظيم وقتك

من النقاط التي من المهم أن تحرص عليها الأم التي لديها هدف هو ترتيب الأولويات، قللي الزيارات المضيعة للوقت. نعم لم أحضر الكثير من المناسبات لكن هذا لم يمنعني من ترتيب جدولي لحضور محاضرات وكذلك دورات مفيدة جداً، بالإضافة لجعل الوقت الأسبوعي للنزهة واكتشاف المدن القريبة. 
نعم أوافقك في قضية الإنجاز مع الإعلام الجديد قد أصبح عند البعض بالفعل مشتتاً لذلك انصح بقراءة كتاب مصيدة التشتت كيف تركز في فوضى العالم الرقمي فرانسيس بووث مترجم وملهم خصوصا في إدارة الذات.

سابعاً وأخيراً: افتخري بكل انجازاتك

مما قلته لندفيليد (ص .٢٠١) في كتابها السابق الذكر" ابدا بمكافأة نفسك يومياً على الإنجازات البسيطة؛ حتى يصبح ذلك بحق عادة راسخة لديك، وعندها يمكن أن تتعامل مع إنجازات أكبر. لا تنس أن المكافآت التي تمنح على بذل الجهد ربما تكون أهم من تلك التي تمنح على النجاح..."
وكذلك من جميل ما قالته تهاني في كتابها (ص. ٧٩) "
 ... نستطيع السيطرة على أفكارنا والايمان الذي نزرعه في أنفسنا إلى التقدم إلى الأفضل والاستمتاع بحفلة الإنجازات حتى لو كانت بعد سنوات طويلة من العمر"

كثيراً ما نجلد ذواتنا على أمور قد لا تكون بالطريقة التي نريدها ونحزن عليها ونهلك أنفسنا التي هي من حقها كذلك أن نكافئها و 
يكفي لنا حقاً شرف المحاولة والمواصلة ، ثقي بي فستكونين ملهمة لأطفالك، وتستحقين الآن الاحتفال على كل ما قمتي به من انجاز على مدار السنة أو السنين.
 بالنسبة لي كوني وقتها كنتُ في السعودية ولم يتيسر لي الاحتفال مع الأصدقاء في جامعة ليدز لذلك قررت أن اجعله مميزاً برفقة من تحمل انشغالي وساعدني في انجاز مهامي وهم أسرتي الصغيرة " زوجي وأطفالي". لذلك قمت بتجميع مبلغاً من المال الذي كان جزء من مكافأة التخرج وبحثت عن مكان مناسب للاستجام مطل على البحر، فعند البحث حول أقرب مدينة من جدة كانت مدينة ينبع التي وقع عليها الاختيار، فاخترت احدى الشاليهات في نهاية الأسبوع مع المبيت وكان العرض شامل الأفطار، فقد كانت مناسبة للسعرخصوصاً بأن الجو لم يكن وقتها مناسب للسباحة لذلك السعر لم يكن مرتفعاً. 



الاطلالة فقط هي التي سحرتني وإلا المكان يحتاج إلى تفاصيل معينة حتى يخرج بأبهى حلة من ذلك، المشكلة أن بعض الشركات الكبرى عند افتتاحها تكون في قمة الجمال والنظافة والأخذ بعين الاعتبار للتفاصيل التي تهم الزبون وما أن تسترد الأموال التي تريدها حتى تبقى خاوية التفاصيل الفريدة التي تميزها عن غيرها.

الكيكة المميزة والتي اخترتها من احدى المحلات في جدة .




                                                                                                                                                                               

والتي استعفتني في البالونات صاحبة هذا المتجر وهو موثق في معروف تجدون الرابط هنا، فشكراً لها على تحملها وصبرها على طلباتي 🙈 وأسأل الله لها التوفيق فهي كذلك طالبة دراسات عليا ولديها هذا المشروع  💖


ولاتنسي من مكافئة نفسك بشراء أمراً تجبينه قمتي بتأجيله مراراً وتكراراً. 



وحيث ماكنتم دعواتي القلبية لكم بتحقيق الأمينات 

والسلام 🌹


س ح ر  



ملحوظات

ممتنة لرفيقة الغربة وباحثة الدكتوراة مريم الجهني، ورفيقتي كذلك باحثة الدكتوراة مي مكوار على جهودها في تقييم المقال.
وكما أكرر دائماً لا أسمح ولا أحلل نقل جهدي للغير دون ذكر المصدر.

This Blog is protected by DMCA.com/ هذه المدونة تحت حماية شركة DMCA لحفظ الحقوق من السرقات الأدبية