10‏/12‏/2017

من تجربة أكاديمية مبتعثة ٤ ( مهارات الكتابة الأكاديمية القسم الأول)




السلام عليكم 


عندما عدت للأوراق التي احتفظت بها من أيام الدراسة؛ وجدت أن ما يقارب ٨٠ ٪ منها تتعلق بموضوع الكتابة الأكاديمية.  لم انتبه في الحقيقة لذلك إلا عندما بدأت أفكر بكتابة مقالٍ جديد لهذه السلسلة، ففكرت ملياً بهذه المهارة ووجدتها بالتأكيد من المهارات التي من المهم أن يتقنها كل أكاديمي لأنه سيقوم بين فترة وآخرى بعمل بحث لترقية ما أو لدراسة مشكلة معينة في تخصصه أو حتى كتابة تقرير معين.  لذلك قررت أن أفصّل عنها في هذه المقالة وكذلك غيرها من المقالات التي بعدها بإذن الله نظراً لوفرة ما وجدت من معلومات. ولكن قبل ذلك سأطلعكم على أمرٍ يخصني له علاقة بموضوعنا اليوم وهو أنّي كنت أعاني من ضعف في مهارة الكتابة بخلاف بقية المهارات الأكاديمية الأخرى، وقد اكتشفت ذلك عند أول اختبار "ايلتس" IELTS الأكاديمي أجريته عام ٢٠١٤، تداركت هذا الأمر وسعيت سعياً حثيثاً من أجل تطوير مهارتي في الكتابة بكل الطرق المتاحة ولله الحمد وجدت الفرق. لذلك سأفصل ما تعلمته هنا وأتمنى أن تفيدكم كما أفادتني. 


 مهارات الكتابة الأكاديمية القسم الأول

Academic Writing Skills




كثيراً ما سمعت من الأساتذة عندما كنت أسالهم سؤالي البسيط كيف أطور نفسي في الكتابة ؟ فكانت الإجابات متشابهة وهي "أكثري من القراءة يا سحر". في الحقيقة لم تكن مشكلتي في القراءة نفسها حيث كنت ولازلتُ أحبها ولكن مشكلتي كانت في اللغة والمفردات. في البدايات كانت قراءة صفحة واحدة  تستغرق وقتاً طويلاً، في حين لو كنت أقرأ بلغتي لأنجزته سريعاً. ولكن لعدم وجود طريق آخر وجدت نفسي مرغمة على قراءة المقالات والكتب  رغم صعوبة ذلك عليّ كمبتدئة،  وهذه التجربة يعرفها جيداً كل مبتدئ في السلك الأكاديمي. ولقد وجدت ثمرة ذلك المجهود مؤخراً ولله الحمد وإن لم تكن النتيجة سريعة فهي تحتاج إلى صبر واستمرار.
إذاً ما الفائدة  التي سنجنيها من القراءة في تطوير مهارة الكتابة؟  القراءة تثري الذهن بالمفردات وقراعد اللغة و تلقائياً مع الاستمرار ستنطبع في ذهنك الكلمات وإملائها و حتى أنواعها( فعل أو اسم أو صفة ) وكيفية وضعها في الجمل. مع التأكيد على  ضرورة اختيار الكتب المناسبة في محتواها ومستوى اللغة، فهناك كتب  مصنفة لعدة مستويات مختلفة  حسب  مستوى القارئ في قراءتها من الأسهل حتى الأصعب. 

بدأت بالقراءة فكيف أتدرب على مفردات جديدة؟ 


من المناسب أن أذكر هنا فائدة احدى المواد الاختيارية في مرحلة اللغة والتي كانت عن كيفية استخدام الكلمات في الكتابة بدقة  Using Words Precisely. أستاذ المادة حينها كان جيداً إلى حد ما لكنه حريص على اغراقنا بالتمارين بدلاً من الشرح. من أمثلة  تلك التمارين كانت التعود على استبدال الكلمات المكررة بكلمات أخرى لها نفس المعنى حتى لايشعر القارئ بالملل، أو وضع كلمات أكاديمية جيدة بل من استخدام المفردات المستهلكة، أو استخدام بعض الصفات التي تزيد الكتابة جاذبية. 
 فمن الأمور التي وضحها في محاضرته هي توضيح الفرق بين استخدام القاموس Dictionary و المعجم Thesaurus. وهي أعتقد بأنكم تعرفون بأنها من أهم الوسائل التي يستعين بها طالب اللغة  وغيره للتعرف على الكلمات الجديدة. فالقاموس هو الذي تجد فيه معنى الكلمة مع اتاحة وجود أمثلة من الجمل على هذه الكلمة. ومن المواقع الإلكترونية المناسبة للقواميس اخترت موقع Longman و موقع Merrim-Webster. أما المعجم فهو الذي تجد فيه المزيد من المرادفات الكلمة Synonyms، ولكن لابد من التنويه جيداً بأن ليست كل الكلمات لها مرادفات مناسبة للإستبدال، بل أحيانا قد تصلح لمعنى أو وصف معين فقط لكنها لاتصلح لغيره أبداً. ومن المواقع الإلكترونية التي يسهل الرجوع إليها في المعاجم Thesaurus فقد اخترت هذا موقع Thesaurus  و موقع Roget's Thesaurus .


ومن المواقع التي حرصنا على أن نستفيد منها كمتعلمي لغة لإثراء مخزون المفردات لدينا، كما يمكن إنشاء قائمة خاصة بك مثل موقع WordSift  و موقع  Vocabulary Lists و موقع Flax وموقع Word and Phrase  و موقع Academic Vocabulary  و موقع Just the Word . أما إذا كنت مهتم بمراجع لاختبار الايلتس ILETS ككتب فهناك أيضاً مجموعة من المراجع بما يخص المفردات مثل هذة الكتب الثلاثة: 




(The Student Phrase Book: Vocabulary for Writing at University (Palgrave Study Skills




Academic Vocabulary in Use with Answers 




وقد كانت من ألطف المحاضرات على قلبي حقيقة محاضرة عامة كانت لطلاب اللغة ألقتها دكتورة من أصول يوغسلافية جميلة اسمها Sabina، أخبرتنا بكل طموح بأنها كانت مثلنا طالبة لغة ثم تطور بها الحال حتى أصبحت أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة. فحدثتنا عن طريقتها في تطوير مفرداتها، فقالت بأنها كانت  تريد أن تعبر عن ما بداخلها للأساتذة فلم تسعها كلماتها عن التعبير بما تشعر به، لذلك عزمت النية على تطوير نفسها وكتابة المفردات  والتدرب عليها بالإضافة لكثرة القراءة. في تلك المحاضرة اطلعتنا على دراسة من جامعة اكسفورد ثم قرأت أجزاء منها لتسلط الضوء على بعض المفردات وطرق الصياغة التي وجدت بأنها تسهم في تطوير البحث وتضيف عمقاً لمعاني الجمل.

وفي النقاط التالية أمثلة لأهم طرق صياغة الجمل في  الكتابة الأكاديمية التي تعلمتها منها:


* استخدام الجمل المبنية للمجهول Passive  والابتعاد عن الضمير المتكلم مثل ( أنا ). علماً بأن استخدام ضمير المتكلم قد يسمح به في بعض التخصصات الأكاديمية.


 * استخدام أسلوب التحفظ  Hedging  وهو أن تحتاط عند التعبير عما تريد اثباته بمعنى أن تحمي نفسك من الجزم في الأمور التي لم يجزم فيها إلى الآن بقول معين، عن طريق استخدام مفردات مثل ( ربما، يُحتمل أن، يُعتقد أن ) وهكذا، مما يفيد أن ما تصرح به على سبيل الترجيح وليس على محمل التأكيد.


* كذلك اقترحت Sabina أن نضع قائمة خاصة بنا للكلمات التي سلطت عليها الضوء في جدول حتى يسهل علينا الرجوع  إليها وقت الحاجة، وقد استفدت لاحقاً من تلك القائمة و سأشارككم  إياها بعد إعادة ترتيبها بإذن الله.  أما صديقتي الجميلة مريم  فقد سمحت بمشاركة القائمة التي أعدتها كلما وجدت كلمة جديدة، وقد استخدمت  تطبيق اسمه   Padlet  الذي بالإمكان تحميلة عبر الأجهزة الذكية وهو عبارة عن صفحة تسمح بكتابة الكلمات بالطريقة التي يفضلها المستخدم وكذلك مشاركتها مع الآخرين وهذه صورة من قائمة مفردات مريم.






وهذه بعض Reporting verbs  اللي سبق وجمعتها فقط الأفعال دون جمل مع الانتباه حين الاستخدام للزمن المناسب لها، وبإمكانكم البحث عنها في Google حيث ستجدون الأمثلة الكثيرة هناك : 

:Reporting verbs

Describes
Presents
Noted
Argue's
Suggests
Highlights
Remarks
States
Clams
Assumes 
Emphasis
Says that
Makes the case that 
Reveal 
Illustrated
Points out 
Showed 
Indicated 
Supports
Investigated
Concluded 
Maintains
Observe
Review
Explain
Define
Examine
Compare
Summarise
Discuss
Justify
Outline
Apply 
Exemplify
Plausible
Reasnable
Interpert


هنا بعض الأفعال عند وضعها في جمل كيف تستخدم مثل: 

فلان/ فلانة supports that ideas because ...
فلان/ فلانة seems to contradict that idea because...
According to فلان/ فلانة .....
فلان/ فلانة  gives the example of ...
فلان/ فلانة  makes a-point about ...


أما هذا المقطع التالي الذي قد استفدت من طريقته في تطوير مفردات اللغة، وأحببت اطلاعكم عليه لعله يفيدكم. 




                                     



 استخدام القواعد في الكتابة:

بالتأكيد بعد تكوين قائمة من المفردات لدينا يهمنا أن نتعلم كيف نضعها في جمل تكون ذات قواعد صحيحة. من الدورات التي قدمتها الجامعة كذلك للطلبة الغير ناطقين بالإنجليزية  كانت دورة تطوير الكتابة باستخدام القواعد  Improvimg your writing :using grammar  التي قامت بتقديمها كل من Helen Bowman & Rachel Walls. حيث أشارتا منذ البداية بأن هناك وجهة نظر أخرى مخالفة يجب أن يلتفت إليها حول نوعية القواعد وماهيتها. حيث ذكر Micheal Rosen في مقالة له عن القواعد عام ٢٠١٢ حيث قال :

"One fib that we hear from politicians and others is that there is just 'grammar'. In fact, grammar is what grammarians make up. They look closely at language and say that this or that is the grammar. There are areas of agreement but also massive areas of disagreement. So whenever a politician says, children will learn grammar - we are entitled to ask, which grammar? And how will it be taught?


 وضح Rosen بأن ما يتردد على مسامعنا من  الساسة وغيرهم قولهم بأن القواعد هي بتلك الأهمية ماهي إلا أكذوبة. والحقيقة بأن هذه القواعد إنما هي من تشكيل النحاة أنفسهم فهم الذين نظروا عن قرب إلى اللغة ثم قرروا بأن هذا من القواعد وتلك لا. وهو يؤكد بأن هناك موافقة على بعض القواعد وهناك رأيي لا يوافق عليها. وحينما يقرر السياسي بأن الأطفال سيتعلمون القواعد نقول أي قواعد تعني؟ وكيف ستدرس ؟  حيث انه يؤكد بأن القواعد تتغير مع تغير المجتمعات ودلل على ذلك بعدد من الأمثلة ولمن يريد الرجوع للمقالة سيجدها هنا

ومن الاشياء الطريفة التي اخبرتنا فيها Helen كذلك بأن من خرافات القواعد في اللغة الإنجليزية أن يكون هناك إجماع إلى حد ما على صحة هذه القواعد، وأنها لا تتغير. وأنك إذا اتقنت هذه القواعد ستصبح كتابتك ممتازة، أو أن عدم معرفتك بالقواعد ستعني بأنك لست شخصاً ذكياً، وهذا بالتأكيد غير صحيح على الإطلاق. 

فمن القواعد مثلاً  أن تختصر كلمات أو تجمعها مع بعض في كلمة واحدة مثل Hasn't التي تجمع بين كلمة Has و Not  ولكن من الطريف أن هذه القاعدة لاتستخدم في الكتابة الأكاديمية بالمرة علماً بأنها من القواعد وغيرها من الأمثلة كثير. وأخيراً نصحت بالاستعانة ببعض المواقع التي قد تساعدك في تجنب الأخطاء في القواعد مثل  ببرنامج Orato البريطاني الذي يقوم على قراءة عملك وتصحيحه قواعدياً أو موقع Grammarly  الأمريكي. 

بعد الانتهاء من تكوين المفردات ومعرفة القواعد، لابد أن نسأل أنفسنا قبل لماذا نكتب وعن ماذا سنكتب؟

أعتقد بأن لا أحد منا يكتب إلا لأجل غايةٍ محددة وواضحة سواء كان بحثاً أو مقالاً صغيراً أو غيرها، كذلك إن كانت هذه الكتابة أكاديمية أو غير أكاديمية فلابد من وجود هدف. فعلى إثرها ستتضح لك ماهية المفردات المناسبة ونوعية الزمن وهكذا. لذلك سنبدأ بوضع خطة لذلك وطريقة وضع الخطط تختلف باختلاف طريقة التفكير عند كل واحدٍ منا فهناك من يستخدم العناوين ثم يضمن تحتها الفقرات الفرعية وهناك من يجعلها على شكلة شبكة ذهنية وتفريعات وهكذا المهم أن تصل الى طريقة تجدها مناسبة لك. وهنا أنصحكم بالرجوع إلى هذه المقالة التي هي بعنوان How to Write an Outline في كيفية كتابة الخطط مع وجود أمثلة عليها. بعد كتابة الخطة بشكل عام وتحديد العنوان والهدف من الكتابة سنبحث عن المراجع والمصادر، كيف وأين نبحث، هذا سيكون موضوع المقالة القادمة بإذن الله. 



والسلام  

س ح ر 🌹






 ملحوظة:

* شكراً بحجم السماء إلى صديقتي الغربة اللطيفتين  د. زينب المطيري و أ. مريم الجهني على تنبيهاتهما اللغوية وإضافتهما القيمة لهذه المقالة.
لا أسمح ولا أحلل أحد يقوم باقتطاع جزء من النص ونسبته له دون ذكر المصدر. 


This Blog is protected by DMCA.com/ هذه المدونة تحت حماية شركة DMCA لحفظ الحقوق من السرقات الأدبية