5‏/3‏/2017

جارتي اليهودية وفوبيا الإسلام 👀


في عام ٢٠١٤ انتقلنا من مدينة برمنجهام إلى مدينة ليدز، واخترنا السكن هذه المرة بالقرب من المدراس ذات التصنيف الجيد في جودة التعليم، ولمعرفة ذلك فقط علينا زيارة الموقع الحكومي للمدارس اسمه  Ofsted  حيث يوضح لنا ترتيب المدراس في المدنية وتقييمها، وما أن ابتدأ الأولاد الدراسة اكتشفنا بأن مدرستهم خالية من العرب 😳، ولا يوجد حتى جار عربي واحد، ومع الأيام اتضح لنا بأن المنطقة القريبة منا جدا فيها عدد لا بأس به من العائلات اليهودية، إذا كانت تجربة جديدة وفريدة من نوعها ✌.


لكن سأخبركم عن أجمل جارٍ عندي وزيارته لي شبة يومية  💖👇




عند ذهاب الأولاد للمدرسة صباحاً عادةً ما  يتبادل النساء سواء كانوا( الأمهات، الجدات، أوالحاضنات) بشكل سريع السلام على بعضهن البعض وعند العودة يتوقفن قليلاً وغالباً ما تطول "السوالف" النسائية إلى أبعد من السؤال عن الحال💬😒، وذات يوم وكالعادة ما أن تأكدت من دخول أطفالي الصغار المدرسة حتى قابلت والدة صديقة ابني مازن على "السريع"  تسألني عنه، فقلت لها بالمناسبة صورة ابنتك وضعت في موقع المدرسة وكان شكلها لطيفاً جداً، فقالت: حقاً، هذا جيد فأنا لا أحسن أن ألتقط لها صورجميلة، وعندها ابتدأت الحكاية "السوالف"😅.
سألتني من أين أنا؟  فأخبرتها يبدو أن الأمر يدور في ذهنها كثيراً وحانت الفرصة لها لتسألني " كان يقرقع في نفسها " بالعامي . قالت: هذا جيد أن يكون عندنا جارعربي وأصبحت تهلل وترحب، وبالرغم من أنها السنة الثانية لنا في المدرسة ، لكن لايهم😏، انتقل حدثتنا من صورة الطفلة في الموقع إلى الثورات العربية و" سرقتها" ثم الإقتصاد وانتهينا بأحوال النساء في العالم😌. سألتني إن كنت راضية بالحياة هنا وتعامل الناس معي كمسلمة، فذكرت لها بعض المواقف العنصرية التي مررت بها، فقالت: يجب أن تفخري بنفسك وبدينك😯 فأنا يهودية ومن مهاجرين استراليا وعلى الرغم من أني أحصل على إعانة مالية من الدولة إلا ان لديّ الكثير من المطالب وغير راضية عن وضعي الحالي! انتهينا النقاش هنا واخذنا انطباعاً جيداً عن بعضا البعض💛.

فاصل 💆منزلي وقت الثلج 👀👇والحقيقة إني لا أحب فصل الشتاء ولا أحب المدن الباردة لكن الحمد لله على كل حال 😓


 و" نتيجة لصورة بنتها في الموقع " تأخرت عن موعد المحاضرة💔، وحين وصلت للجامعة ودخلت القاعة اتضح لي بأن موضوع النقاش كان عن قضية سلمان رشدي، تفاعل الجميع والكل بيّن وجهة نظره تجاه القضية التي قد يحيل البعض إلى أنها سبب فوبيا الإسلام في بريطانيا، إلا طالبتين بريطانيتين كان لهن تحفظ على وضع المسلمين هنا ، فقالت إحداهن: في الحقيقية أن أبي يكره المسلمين بالرغم من أننا نعيش في منطقة فيها مسلمين كثر لكن لازال يكرهم ولديه فوبيا منهم ، وكانت تقولها بأسلوب مستفزجداً 👀، وبينت لنا بأنها متحمسة لمعرفة حقيقة المسلمين جيداً عن طريق أبحاثها، فبعد الفراغ من  المناقشة ناديتها عند الخروج وقلت هل تعلمين أن والديّ كذلك خصوصاً بعد قتل السعودية المبتعثة بدون أي وجه إلا إنه كان مختلاً عقلياً، فأصبحوا يقلقون علىّ أكثر، لكن كنت أوضح لهم دائما بأن البريطانيين فيهم السيئ وفيهم الجيد وأنتِ كأكاديمية دورك توعية والدك خصوصا أنكِ كاتبة كما ذكرتِ و مهتمة بالمسلمين فالإرهاب لادين له . قالت : صدقتِ ثم أحمر وجهها وغادرت المكان💭. لا أدري هل أحسنت التصرف أم ردة فعلي غير جيدة ؟🙅

بينما الأخرى قالت لم أعرف الإسلاموفوبيا إلا هنا على الرغم من أنها ألمانية لكن أمها من أصول سنغافورية و والدها من ذوي البشرة السمراء لذلك قالت: أنتم غير منصفين واستغللتم قضية سلمان لصالحكم أيها البريطانيون، وهي تأكد بأن الألمان أفضل في التعامل مع المسلمين من البريطانيين! ولا تسمح لنفسها بأن تصرف جزء من وقتها لتشاهد ما يحدث في الإعلام فهي غير مقتنعة بمصداقيته، وصديقتي الأخرى توضح بأن دول العالم في عائلاتها 😍، فهي بريطانية لكن نصف باكستاني ونصف هندي ومولوده في بنغلادش والآن تزوجت من رجل مسلم بريطاني "أصلاً وفصلاً" وعندما حكت لنا قصة زواجها لم يخطر في بالي إلا قصص الأحلام لما فيها من التضحية والصعوبات الشيء الكثير خصوصا من جهة أهل زوجها فلم يقتنعوا بها فضلاً عن كونها مسلمة، وكذلك ذكرت أن أختها تزوجت إيطالي مسلم، وهكذا  تقول نجلس على الطاولة فننظر من أين نحن وكيف تجمعنا، ماأجمل التنوع💙💛💜💚. 

في الحقيقة حين أتحدث عن بعض مواقف فوبيا الإسلام هنا في بريطانيا التي لا أعلم من أين مصدرها الحقيقة هل هو العنصرية، أو كره المسلمين بالذات أوهل حصلت لهم مواقف معينة ، أو هو نتيجة خلفية سابقة مثلاً في العقل عنّآ ، أحياناً أستطيع أن اقرأها في عيون بعضهم خصوصاً إذا سافرنا إلى مدينة صغيرة أو قرية، فيتضح لنا أنه غير مرحب بنا بالمرة من خلال النظرات فقط! وهناك الكثير من المواقف التي حصلت لي من عام ٢٠١٣ حتى الآن،( خصوصاًبأن المرأة المسلمة تتميز بهويتها في اللباس بخلاف الرجل المسلم)، فمثلاً احدى المواقف التي تعرضت لها بعد أحداث فرنسا الأخيرة كان خلفي مجموعة من المراهقين ويرفعون صوتهم تجاهي ويكبرون 😒 وينادون أنتِ  "اسلام"!! ، "الله أكبر" 👂لكن لم ألقي لهم بالاً فتركوني ، طبعاً كون ارتبط التفجير بالتكبير.

وحسب تقرير قناة RT بأن حوادث الكراهية ضد المسلمين تضاعفت في لندن منذ عام ٢٠١٣.



يبقى أن اختم المقال عن موضوع شدني وهو ربط الاستشراق بفوبيا الإسلام حيث يؤكد ستيفن في كتابه " الإسلاموفوبيا" بأن أمريكا تسعى إلى شيطنة المسلمين والعرب، وأن الخوف من الإسلام ماهي إلا وريثة الاستشراق بل سماها ب " الحملة الأيديولوجية ضد المسلمين" وبإمكانكم تحميلة PDF  
فمنه نسخة مترجمة بالعربية.

والسلام🌹
س ح ر

This Blog is protected by DMCA.com/ هذه المدونة تحت حماية شركة DMCA لحفظ الحقوق من السرقات الأدبية