19‏/2‏/2017

معاناة بعض المسلمين في بريطانيا


أهلاً بكم من جديد😊

سأحدثكم اليوم عن مادة اخترت أن أدرسها في "الترم الأول" أثناء دراسة الماجستير في جامعة ليدز البريطانية وهي:


Muslims, Multiculturalism and The State

في الحقيقة وجدت المنهج بشكل عام شاملاً لمواضيع متنوعة تُهم المسلمين هنا في بريطانيا مثل (الهوية، العرقية، العنصرية، المساجد، أسلمة الأماكن... وغيرها ). كان الهدف من هذه المادة هو: فهم التنوع الموجود في المجتمع الإسلامي البريطاني وإلى أي مدى كان هذا التنوع له التأثيرٌ الإقتصاديٌ والسياسيٌ والإجتماعيٌ على الدولة البريطانية، والأهم هو كيف تأثرالمسلمون بعد أهم التحولات التاريخية التي مربها المجتمع البريطاني كقضية سلمان رشدي أو أحداث تفجيرات لندن ٢٠٠٥ أوغيرها، وكذلك كيف تطورت المجتمعات الإسلامية البريطانية من بداية هجرتها حتى الآن.

طبعاً قد يتسائل البعض منكم ما الفائدة التي سأجنيها من هذه المادة؟ ولماذا اخترتها؟

حقيقة تحمست لها لِثلاثة أمور:

١) أستاذ المادة  وهو البروفسور 
Seán McLoughlin أستاذ  في كلية الفلسفة والدين وتاريخ العلوم في جامعة ليدز، وشاهدت له عدة مقاطع عبر اليوتيوب مثل محاضرة له يشرح فيها  عن إحدى أبحاثه المتعلقة بالحج  تجدونها في هذا الرابط لمن أراد، وقد قرأتُ له عدة مقالات عرفت من خلالها مدى شغفه بالمسلمين في بريطانيا وسعة اطلاعه،  فقلت لعلي أستفيد من تجربته والحمد لله كان حدسي صائباً. 

٢) التكليف المطلوب منا في هذه المادة هو كتابة بحث من ٦٠٠٠ كلمة وكان بالنسبة لي الاختيارالأنسب خاصة مع وجود ٣ مواد أخرى تزاحمني في نفس الترم فكان " تكنيكاً " ممتازاً والحمد لله.😌
٣) أحب المساجد فهي من أول الأمكان التي أحب أن أزورها وأسرتي في أي مدينة جديدة ننتقل إليها أو نتعرف عليها، لنلتقي بالمسلمين هناك ومعرفة أنشطتهم، وكنت قد نويت أن أخصص بحثي عن المساجد في بريطانيا وتحدياتها.

والحمد لله انتهى الترم الأول واستلمت من الأستاذ قبل أيام قليلة ال" Feedback" التقييم على المادة ، طبعا كتب لي ما يقارب ال ٣٠٠ كلمة تعليق ونقد في عدة مواضع من المقال 💔، سعيدة أنني نجحت ولله الحمد برغم صعوبة البحث، والمعلومات كانت جديدة النسبة لي، وكذلك تزامن  وقت كتابة البحث مع وقت إجازة أولادي 😫، لكن ما أعجبني أكثر هو نقده البناء فقد نبهني على عدة أمور أحتاج بالفعل أن أطور نفسي فيها، ولكن في العموم أكثرالأساتذة البريطانيين "ما عندهم وقت" فلا يمدحون الطالب كثيراً ونقدهم قاسي، لكن من بعد التجارب التي مررت بها أراها طريقةً نافعة ًخصوصاً لمن يريد تحسين مستواه التعلمي والنقدي.  

لكن على الرغم من كل تعليقاته إلا أنني لو علمت أنه سيدرس مادة أخرى لما ترددت في اختيارها! لماذا؟

لأني تعلمت منه الكثير ومن أهمها الاخلاق الحسنة وهي التي كنت أقرأها في كتب الأخلاق الإسلامية ، فكان رجلاً منظماً جداً جداً، ويحترم من يحترم الوقت، دقيق في المواعيد، وحين أرسل له – ايميلاً - كان من المستحيل أن يجعلني أنتظر أكثر من يوم بدون رد، ولم نكن طلاب ماستر فقط بل  كان معنا طلاب البكالوريس فبالرغم من أن عدد الطلاب كان كثيراً، إلا أنه كان يُقسّم بينا الوقت بالتساوي، فلا يقدم أحداً على أحد، فمثلاً في ال "Seminar" السمينار وهو للأسف مغيب عندنا في الأقسام الإنسانية حسب معرفتي، يجعل ساعات لنا وساعات لطلاب البكالوريس،  يستمع لكل واحد منا، قائد جيد في دائرة النقاش ومستمع جيد جداً، كان ينتظر الطلبة بعد الإنتهاء من المحاضرة في الخارج حتى يجيب على أسئلتهم إن وجدت، متواضعاً جداً، ويرسل لنا بالايميل المحاضرة القادمة والأبحاث التي نحتاج أن نقرأها استعداداً للدرس المقبل، وعند اختاري لموضوع البحث مثلاً كان أسلوبه معي في تصحيحه والتأكد من مناسبته،  فقد ترك لي الحرية في اختياره مرتان اجتمعت معه ويقول لي موضوعك واضح الفكرة لكن يحتاج منكِ إلى تطوير فما رأيكٍ أن تقرأي لفلان وفلان حتى تكمتل لكِ الصورة أكثرعندها ستختارين العنوان المناسب لبحثك، وفي الاجتماع الثالث والأخير قررنا العنوان المناسب للبحث. كنت أخبر صديقتي عنه دائماً و أقول لها بأني أعتقد أنه إذا وضع رأسة على مخدته ليلاً فسيحدث نفسه قائلاً: لقد قدمت كل ما في وسعي تجاه الطلاب ولم أقصر في أداء مهمتي💛.
  
قد نُشرت له  أبحاث ومقالات وكانت في بعض المحاضرات هي من المصادر الأساسية، كم هو جميل أن ندرس ونناقش ونطوربحث الأستاذ فكلانا مستفيد. وقد كان مهتماً بأمر المسلمين في بريطاينا - وإن كان ذوديانة نصرانية - لكنه أصبح مهتماً بشكل خاص في القضايا التي تؤثرعلى الجاليات المهاجرة . مثل تشكيل الهوية، أودورالدين في تشكيل الهوية، والتمثيل السياسي في المجتمع، والأدوار التي تلعب بها المؤسسات الدينية في مجتمعات الشتات.  ففي هذا المقطع القادم تحدث الأستاذ عن بحثه وعن مقابلاته مع المسلمين البريطانين والحج.



وفي سلسلة المحاضرات ذكر لنا مجموعة من التحديات التي تعرض لها المسلمون في بريطانيا وما عانوه في بداية تاريخ هجرتهم  في الخمسينيات والستينيات تقريباً من قسوة المعاملة والاستنقاص، وفي نفس الوقت كان ولازال لديهم الإصرار في الحفاظ على هوياتهم وثقافتهم الإسلامية، وما تعرضوا له مؤخراً بما أطلق عليه ب"“Islamophobia 
وبالرغم من كل ذلك أصبحت حين أصلي في أي مسجد من مساجد بريطانيا أوعندما يذهبون أولادي لمدراس التحفيظ المسائية استشعر كل العناء الذي بذلوه في بداية حياتهم في تأسيس أو بناء هذه المساجد وإن كان صغيراً في نظري أو متهالك نعم كانت المعاناة في السابق لكن يبقى لهم أجرالتأسيس كجيل أول من المهاجرين في هذا البلد. فنصيحتي لكم لاتكونوا من السياح المسلمين الذين لايعرفون من بريطانيا إلا لندن وأسواقها الغالية، زوروا مساجدها وتعرفوا على أخواننا المسلمين هناك. 

في قناة BBC مثلاً عملت برنامج وثائقي👇عن المدارس الإسلامية مع تحفظي على طريقة الشخص العربي المرسول من قبلهم وقد إخفى كميرته ليكشف للجميع أن المنهج  الإسلامي الذي يدرسونه من السعودية 👀، وهو بالتأكيد لا يتناسب مع المجتمع البريطاني  جملة وتفصيلاً. 




نعود مره أخرى للمادة وهنا أختم هنا ببعض الأفلام التي نصحنا الدكتور بمشاهدتها لتعطينا بشكل التصور العام لما واجهه المسلمون المهاجرون هنا في بريطانيا، خصوصا في كيفية الحفاظ على الهوية الإسلامية، و كيف يكونون مسلمين وبريطانيين في ذات الوقت. فهذه الأفلام تمثل جزء من واقعهم ومثلاً هنا فلم ياسمين تلك الفتاة البريطانية من أصول باكستانية التي تخفي عن والدها اعجابها بالحياة الغربية. 


أو فلم ابني المتطرف ولم أجد إلا هذا المقطع المتاح منه. 



وهنا بعض الكتب التي تعبتر من المراجع الجيدة في هذه المادة  لمن أراد الإستزادة:


🌹والسلام 

س ح ر

This Blog is protected by DMCA.com/ هذه المدونة تحت حماية شركة DMCA لحفظ الحقوق من السرقات الأدبية