18‏/3‏/2018

مهارة تدوين الملاحظات من تجربة أكاديمية مبتعثة ٨

السلام عليكم 


 تدوين الملاحظات Note Making



موقع الصورة هنا   


من المهارات الأكاديمية المتنوعة التي يدرسها الطلاب الدوليون في المعهد الأكاديمي في جامعة ليدز مهارة تدوين الملاحظات. وقد تلقى بعض الطلبة فيه على التدريب و تطبيق هذه المهارة وذلك بعد حضور إحدى المحاضرات العامة، وأشرفت المعلمات على طريقة تدوين الطلبة، حيث أن الهدف كما ذكرن هو التأكد من اتقان هذه المهارة!
لكن حتى أكون صادقة معكم لم أشعر حينها بأهمية تدوين الملاحظات، إلا عندما بدأت دراسة الماجستيروحضرت مواد التخصص، ووجدت أكثر الطلاب هناك اللغة الإنجليزية لغتهم الأم، بالإضافة للمفردات الجديدة والمعلومات الغزيرة وسرعة الطرح من قبل بعض الدكاترة، وكل هذا في غضون ساعة واحدة فقط وهو مدة المحاضرة، حينها حمدت الله على ما تعلمته في المعهد من بعض النصائح لإتقان مهارة التدوين وإن كانت عند بعض الطلبة معروفة، لكن سأذكر لكم ما تعلمته من نقاط مختصرة في هذه المقالة لعلها تفيد أحداً منكم*.

ما أهمية مهارة تدوين الملاحظات 

أريد أن أوضح في البداية بأن قدرات الناس مختلفة في تلقي المعلومة، حيث أني لاحظت بأن أحد أصدقاء الدراسة لم يدون ما يقوله الدكتور يوما، ولكنه مستمع جيد وإضافته قليلة في المحاضرات ومع ذلك اجاباته شافية كافية ودرجاته كانت جيدة جداً، بينما احدى الصديقات كانت تقوم بتسجيل كل المحاضرات عبر جهاز خاص بها حتى تعيد سماعها وتلخيصها في وقت فراغها، ولا تكتفي بذلك بل تقوم بإعادة سماع المحاضرات التي تسجل في موقع الطالب في قسم المادة، ومع ذلك لم تكن اجاباتها كافية في كثير من الأحيان وأسئلتها كانت في أغلب الأحيان تكون خارج موضوع المحاضرة.
لذلك أعتقد أن هذه المهارة ترجع إلى الباحث والطالب نفسه وقدراته وارادته الشخصية في الطريقة التي يجدها مناسبة ومساعدة له في الفهم واستدراك ما يفوته من معلومات أثناء المحاضرة. وفي المقابل فمهارة تدوين الملاحظات مفيدة جداً خصوصاً عند سماع المحاضرات المتتابعة وعند قراءة المقالات المتنوعة أو الكتب أو غيرها. حيث أنها تساعد على استحضار المعلومة، و سهولة ايجادها عند الحاجة، بالإضافة إلى أنها توفر وقتاً على الطالب بدل الرجوع للمصدرالرئيسي، كذلك تعدُ تلخيصاً مناسباً في وقت الاختبارات، وتساعد أيضاً على الفهم وتذكر الأفكار الرئيسية.  


الفرق بين مفهوم Note Making تدوين الملاحظات و Note Taking أخذ الملاحظات 

قبل الدخول في تفصيل مهارة تدوين الملاحظات وجدت هذا التنويه مفيد جداً حتى يوضح الفرق بينهما وهو مفهوم تدوين الملاحظات ومفهوم الذي هو عبارة عن مجرد أخذ الملاحظات، وهي أكثر وضوحاً عبر هذه الصورة القادمة. 

 رابط الصورة هنا

فقد وضح Neville بأن أخذ الملاحظات Note-taking

ماهي إلا عملية تتضمن كتابة أو تسجيل ما تسمعه أو تقرأه بطريقة وصفية، وتعتبر الخطوة الأولى من عملية انتاج تدوين الملاحظات الفعّالة.

بينما وصف Neville بأن تدوين الملاحظات Note-making


بأنها عملية متقدمة حيث تضمن المراجعة، والتجميع، وتوحيد الأفكار من المحاضرة أو القراءة، وتقديمها بطريقة ابداعية مقروءة بالإضافة إلى أنها تبقى راسخة في الذهن**.


كيف تجعل تدوين الملاحظات أكثر فاعلية 

من الأمور التي نصحنا فيها أحد أستاذة المعهد الأكاديمي وهو Jeremy Bradford بأن هناك بعض الطرق التي من الممكن استخدامها حتى نجعل التدوين أكثر فاعلية، وقد وجدتها كذلك في  موقع الجامعة أكثر وضوحاً حيث أنه من المفيد جداً احتواء ورقة تدوين الملاحظات على ما يلي:

    معلومات المصدر (العنوان، المؤلف، التاريخ، إلخ) أو معلومات المحاضرة (العنوان، واسم المحاضر، التاريخ، إلخ).
    عناوين لمساعدتك في تحديد الموضوعات الرئيسية، النقاط الرئيسية، الأمثلة، الأسماء، الأفكار الجديدة. 
    أن تجعل الملاحظات الخاصة بك لا تنسى بإذن الله - عن طريق استخدام فن الاستذكار باستخدام الألوان المختلفة، أو الرسومات -التي تعتمد كما ذكرت في بداية المقال على أسلوب الشخص نفسه وطريقته التي يفضلها، لذلك اخترع لنفسك طريقة تجدها مناسبة لك. 
    اجعل لك قاموساً للمختصرات فليس هناك وقت لكتابة الكلمات المكررة أو المعروفة حتى تسرع عملية التدوين لأن الوقت لن يسعفك. 
    انتبه في بعض الأحيان قد يؤدي سوء تدوين الملاحظات إلى الانتحال غير المقصود والذي سبق وتحدثت عنه في المقالة السابقة  تجدونها هنا ، لذلك يجب أن تجعل علامات الاقتباس بلون مختلف عن أفكارك الخاصة مثل استخدام ألوان Highlighter 

‫‫باختصار عند العودة لهذه الملاحظات بعد ثلاثة أسابيع أو أكثر كيف سيتم تذكر كل هذه التفاصيل إذا لم تدون في حينها؟


 مهارة تدوين الملاحظات عند الاستماع كحضور محاضرات أو غيرها


بعض الدكاترة كان يرسل بعض المقالات والأبحاث عبر البريد الإلكتروني حتى نتمكن من قرأتها قبل المحاضرة وهذا جيد لأنها ستساعد على التحضير المسبق، لكن في الحقيقة إذا تم ارسالها في اليوم السابق فقط للمحاضرة غالباً لا يسعف الوقت لقراءتها. ولكن من الخطوات المفيدة جداً هي القراءة السريعة لهذه المواد والاطلاع على الكلمات الرئيسية مثلاً، وفي أثناء المحاضرة يتم التركيز على النقاط الرئيسية والعناوين المهمة، وإذا تم اقتراح أي مصادر أخرى من المفيد تقييد عناوينها حتى يتم الرجوع إليها، أما بعد المحاضرة فمن المهم اعادة تدوين ما تمت كتابته، وان كانت هناك أي نقاط غير واضحة يفضل الرجوع وسؤال المحاضر عن طريق الايميل أومقابلته شخصياً. 



مهارة تدوين الملاحظات عند قراءة المقالات العلمية أو الكتب أو غيرها



من المحاضرات الإلزامية التي قامت بها جامعة ليدز للطلبة هي محاضرة كانت عن القراءة والتفكير النقدي Reading and critical thinking seminar التي ألقتها Jiani Liu، والتي سأذكر لكم جزء مما قالته حيث قمت بتصوير بعض ما طرحته في محاضراتها: 


جزء من عرض المحاضرة حول القراءة والتفكير النقدي في مكتبة جامعة ليدز٢٠١٧


فقد قسمت Liu القراءة إلى ثلاثة طرق:

1   Scanning المسح الضوئي للنص

        عن طريق البحث بنظرة سريعة بالعين حول المعلومات الأساسية مثل الإحصائيات، والتواريخ، والحقائق، والكلمات الرئيسية، وتسليط الضوء فقط على ما يحتاجه القارئ لأن تسليط الضوء على التفاصيل هو مضيعة للوقت. الهدف هو الحصول على معلومات محددة. ويمكن  تدوين تلك المعلومات عن طريق تضليلها بالألوان.

2   Skimming القراءة السريعة   

          وتكون من خلال قراءة المقدمة ، و الاستنتاج ، وبداية ونهاية الفقرات للحصول على الفكرة الرئيسية ونظرة عامة على النص. الهدف منها هو الحصول على الفكرة الرئيسة للنص أو الفكرة العامة للموضوع. وطريقة التدوين تكون عن طريق توضيح العناوين الرئيسية كأن تجعل على شكل رسمة معينة أو اختصار الأفكار فيها بطريقة تسهل المعلومة.

 Critical in-depth reading3 القراءة بطريقة عميقة نقدية

وهي القراءة بعناية، وببطء وربما متكرر لاستجواب النص وطرح الأسئلة، و هذا ما سوف أفصل الحديث عنه في المقالة القادمة بإذن الله. فالقراءة النقدية المتعمقة تتطلب ملاحظات مفصلة، وتحتاج إلى التركيز، وطرح أسئلة حول النص وإبداء تعليقات نقدية لتقييم الأفكار والأدلة، والمقارنات ذات الصلة مع النصوص الأخرى. وطريقة تدوين الملاحظات في القراءة الناقدة يكون باستخدام التعليقات التوضيحية للمساعدة في تدوين الملاحظات وتلخيص الأفكار الرئيسية.


    طرق تدوين الملاحظات

    هناك عدة طرق كما ذكرت سابقاً، فهناك من يفضل نظام الرسم كخرائط ذهنية، وهناك من يستخدم الألوان المختلفة، وهناك طريقة اتبعتها لأني وجدتها شاملة وأكثر وضوحاً كما سأبين ذلك عبر الصور القادمة، وهي طريقة الأعمدة الثلاثة بالنسبة لي ناسبتني لأنها تسمح بتدوين الملاحظات التي أريدها ، وفيها تشجيع على طرح الأسئلة ومراجعتها والتفكير بشكل نقدي، كما تمنح ملخصًا في الأسفل الذي قد أجعله محتوياً على: العناوين الرئيسية، بعض المفاهيم والنظريات والأفكار أو الحجج، التفاصيل التوضيحية، كذلك معلومات عن مصادر أو أسئلة أو انتقادات.

     فالصور القادمة توضح  طريقة الأعمدة حيث تستخدم كل عمود كالتالي: 

    1   تعبر عن أي ملاحظة تم تسجيلها باي طريقة تضعها تناسبك (خرائط ذهنية ، اختصار، رموز وغيرها).
    2   التعليقات النقدية بعد المحاضرة أو القراءة، والاسئلة التي تطرحها.
    3   تلخيصك ورأيك الخاص


    جزء من عرض المحاضرة حول القراءة والتفكير النقدي في مكتبة جامعة ليدز٢٠١٧


    وهنا مثال للطريقة.

    جزء من عرض المحاضرة حول القراءة والتفكير النقدي في مكتبة جامعة ليدز٢٠١٧


    وهنا شكل الصفحة بدون تعليق لذلك ضع فكرتك بطريقتك المناسبة.


    جزء من عرض المحاضرة حول القراءة والتفكير النقدي في مكتبة جامعة ليدز٢٠١٧


    أخيراً مراجعة هذه الملاحظات وتقييمها


    فبعد تدوين الملاحظات من المفيد أن يعاد تصنيفها على حسب المواضيع ووضعها في ملفات ورقية، أو إعادة كتابتها إلكترونيا وذلك عن طريق استخدام بعض برامج التقنية المخصصة لذلك مثل:

    رابط الصورة هنا 

    Evernoteبرنامج   

    يتيح لك إنشاء الملاحظات وتحريرها وتنظيمها، وكذلك حفظ صفحات الويب وتصوير الملاحظات المكتوبة بخط اليد ومزامنة كل شيء عبر أجهزتك.

      برنامج Upad

     iPad ومتوفرعلى  يسمح لك بإنشاء ملاحظات مرئية

    برنامج Mind node

    لمحبين الخرائط الذهنية ويدعم اللغة العربية. 


    وغيرها من البرامج اختر ما تجد بأنه مناسب واستخدمها في إعادة تدوين الملاحظات وتلخيصها لأنك ستجد فائدتها الكبيرة عند الحاجة وترى أثر اتقان هذه المهارة على حفظ وقتك ومعلوماتك.



    بعض الروابط التي قد تفيد في هذه المهارة




    والسلام 🌹


    س ح ر


    ــــــــــــــــــــــ

    ملحوظات

    * المعلومات في هذه المقالة من موقع الجامعة بالإضافة لعدة محاضرات ودروس أخذتها في المعهد الأكاديمي في جامعة ليدز. 

    ** أنصحكم بالدخول على هذا  الرابط حيث ستجدون تفاصيل جميلة لهذه المهارة المقالة بطريقة جذابة ولكنها تحتاج إلى ترجمة. 

    شكربحجم السماء لصديقتي الغربة د. زينب المطيري وأ. مريم الجهني على جهودهما المفيدة والقيمة لهذة المقالة.

     لا أسمح ولا أحلل من يأخذ جهدي وينسبه لنفسه دون ذكر المصدر. 




    This Blog is protected by DMCA.com/ هذه المدونة تحت حماية شركة DMCA لحفظ الحقوق من السرقات الأدبية