13‏/4‏/2017

لو لم يستفد أولادي من التعليم الغربي إلا حب الكتاب لكفى



اختتم الكاتب والباحث المغربي يحي مقالته التي كانت بعنوان وظيفة القراءة والكتاب في بناء نهضة المجتمع بهذه العبارة "... للمعرفة سلطة لا تقهر، والقراءة أول مداخل بناء المعرفة وأهم وسائطها، ونحن أمة ذات سبق في إشاعة حب الكتاب والتعلق بالمعرفة في ماضينا الحضاري؛ بل إنَّ "اقرأ" بصيغة الأمر هي أول ما نزل من القرآن الكريم..." ( يحي عالم ،٢٠١٦). 
لا أخفيكم حركت هذه المقالة أشجاني في كتابة أمرٍ طالما وددت الحديث عنه،  وهو عبارة عن "تجربة شخصية" قد يوافقني الرأي فيها بعض الأسر السعودية التي استفاد أبنائها من برنامج الابتعاث، ألا وهي حب أبنائنا للكتاب. فشخصيات أطفالي اختلفت إلا إنهم اتفقوا جميعاً على حب الكتاب ولله الحمد. فقد كانت من ضمن أهدافي أن تصبح القراءة في جدولهم اليومي ما استطعت إلى ذلك سبيلا. ولكن حتى أكون منصفة فإنني لا أستطيع اخفاء الفضل بعد الله للمدراس البريطانية والمنهجية التعلمية التي يعتمدونها في حب الكتاب، بالإضافة إلى الأنشطة العامة التي ساعدتني كثيراً في تحقيق هذا الهدف، بل إنها قطعت شوطاً كبيراً ماكنت لأصل إليه بمفردي.

بدايةً كنت من الأمهات اللاّتي يشترين الكتب الصغيرة للأطفال وهم في عمر الأشهر، وكذلك تلك الكتب التي تتناسب معهم حتى وهم يلعبون بالماء أثناء وقت الاستحمام، لا لشيء إلا أن تبدأ عقولهم الصغيرة على تعود رؤية الكتاب في كل أوضاعهم. كبروا ثم تنوعت احتاجاتهم واختلفت الكتب و القصص حسب أعمارهم. ولكن تحققت الأمنية في عام ٢٠١٢ عندما سكنا في منطقة قريبة جداً من المكتبة العامة  في مدينة بريستول البريطاينة، فبدأنا مشوار القراءة وسجلت أسمائهم هناك، فأصبح لكل واحد منهم بطاقتة الخاصة يستعير منها مايريد من الكتب، وبدأنا رحلة الاستعارة  لنعود في نهاية  كل شهر ليختاروا غيرها من الكتب وهكذا.

سأبتدأ بأنشطة المكتبات أولاً:  ففي الصورة التالية ابني محمد بعد أن قضينا معاً اجازة الـ Easter في التسابق لإنجاز مجموعة من قصص الأطفال، وتم تكريمه من قبل العاملين في قسم أنشطة الأطفال في المكتبة. " فكرة حسنة للمكتبات 👌"



وبالمناسبة أنشطة المكتبات العامة متاحة لجميع الأعمار خصوصاً الأطفال ووجدتها متوفرة حتى في المدن الصغيرة كذلك،  فيتم توفير مكان مناسب للأطفال بكل الإماكنيات المتاحة لجذبهم، ففي الصورة القادمة أخذت صغيري رامي وهو في عمر الأشهر للمكتبة، ووجدته منجذباً للألوان والرسومات التي تتناسب مع عمره علماً بأن ذهابي للمكتبة لم يكن له لكنه كان أكثر إخوته استمتاعاً.



أما في الصورة القادمة ابني مازن بعد أن اختار كتاباً لا يتناسب مع عمره، لكنه أراد أن يدخل في الكرسي الذي جذبه أكثر "ما ألومه 😻" وحاول القراءة.  وبالمناسبة من الاقتباسات التي وجدتها مناسبة لما فعله ابني، ماذكره عبدالكريم بكار في كتابه طفلٌ يقرأ  قوله  " إذا وجدت الطفل يقترب من الكتاب ويبدأ محاولاته للقراءة ، فأظهر ابتهاجك بذلك واحتفل به ، واستمع إليه و هو يقرأ، إذا رأيته يخطئ فلا تصحح له أخطاءه ، وذلك لأننا نريد أن يشعر بمتعة القراءة أيا كانت، نريد أن يعرف أننا نستحسن أي جهد يبذلة في ذلك" . فمن تجربة أنصح بقراءة هذه الكتاب بوجهة نظري كتب د.بكار في الغالب متميزة  لأنها تجمع بين الفكر والتربية .




أما الآن فسأتحدث عن دورالتعليم  في حب الكتاب و الذي سأتحدث عنه هو تعليم مجاني "حكومي" في بريطانيا، بينما  تجربتي في كندا كانت تجربة  المدارس الإسلامية التي تحتاج مقالاً مستقلاً لذكر تجربتي فيها حيث تُدفع لها مبالغ رمزية جداً "مقدور عليها"، أما بخصوص الفترة التي سأتحدث عنها فهي من عام ٢٠٠٩ حتى ٢٠٠١٧. 

ففي عام ٢٠١١ في كندا، كانت معلمة ابني محمد السيدة  Bylsmaالأثر الكبير في تحبيبه للقراءة، وقد كرمته حينها على انتهاء ١٥٠ كتاب وكانت هي البداية حيث كان عمره  ٥ سنوات.

                         


غادرنا كندا في نهاية السنة الأولى الدراسية بالنسبة لمحمد فلا أستطيع ذكر التجربة هنا بالتفصيل إلا هذه بخصوص القراءة، بينما في بريطانيا التي مكثنا فيها الفترة الأطول سأفصل تجربتي فيها.
فقد وجدت منهجها يعتمد على القراءة بداية في تعليم نطق الأحرف خصوصاً المراحل الإبتدائية وقد خصصت كتب لذلك. فوفقاً ل موقع  وزارة التعليم البريطانية   بأن هدفهم هو العمل على توفير خدمات للأطفال و تطوير مهارات التعليم التي تضمن فرص متساوية للجميع بغض النظر عن خلفية أو ظروف الأسرة. وما لفت نظري هو وجود التقارير المتجددة فيما يتعلق بمستوى القراءة في المدراس ومدى أثرها على الطلاب وتحديد المشكلات التي تحتاج إلى لفت النظرإليها، وباستطاعت الأهالي النظر إليها وقراءتها عبر الموقع، وهو لا يخفى على المهتمين في الدراسات والأبحاث مدى أهمية مثل هذه التقارير في تحديد المشكلة والمساعدة في ايجاد الحلول الممكنة لها.

بدأت في البحث حول فلسفة القراءة أو ماهي منهجيتهم المتبعة  في المدراس، فوجدت أحدث الأقوال بمناسبة يوم الكتاب العالمي ٢٠١٦  من وزير المدارس Nick Gibb قوله :
بأنه سيساعد التوجه الحكومي في محاربة الأمية في التأكد من عدم السماح لأي طفل بالتخلف عن تعلم القراءة. حيث ذكر بأنه سيتم التركيز على نطق الحروف وأصواتها عبر العمل الجاد من قبل المعلمين ونوه بالحرص على أن تعطى الأدوات اللازمة  للطلاب "المهارات الأساسية في القراءة" حتى يصبحوا قُراء مستقلين واثقين من أنفسهم، هذا بالإضافة إلى خلق روح التنافس بين المدارس أي منهم سيكون الأفضل في تدريب الطلبة على النطق عن طريق قراءة الكتب،  بالإضافة إلى اتاحة الفرصة في تبادل هذه الخبرات بين المدراس .


 إذاً هو عبارة عن (توجه سياسي + توجه تربوي) نحو تفعيل القراءة عند الأطفال.

فمثلاً عن طريق  هذا الكتاب الصغير الظريف  المخصص لتقييد المعلومات المتعلقة بالكتب التي سيقرأها الطفل خلال الأسبوع، الذي على اليسار هوغلاف الكتاب المشوق للأطفال، أما الذي على اليمين هو عبارة عن التعليقات سواء كانت من المعلمة أو من الوالدين،  فيُكتب اسم الكتاب ثم بجانبه الملحوظة التي يحتاجها الطالب في كيفية قراءته مثلاً، أو ماذا بالتحديد يحتاج الطالب إلى تطوير، كتدريب على نطق معين في بعض الأحرف أو غيرها.

هذاهو كتاب ابني مازن عام ٢٠١٧/٢٠١٦ في ليدز. 


    

وهو نفسه الذي اسُتخدم لابني محمد وابنتي أرين عام ٢٠١٢/١٠١٣ في بريستول.  

    
                                           

إذاً هي نفس المنهجيهة المتبعة  في نظام التعليم ككل، وبالمناسبة وجدتها هنا بالتفصيل أعني الطريقة التعليمة التي تركز على نطق الأحرف لكن عن طريقة القصص في المراحل الإبتدائية، فترسل معهم نفس القصص التي تركز على نطق الأحرف ويكتب في آخر الصفحة الأحرف المطلوبة أو القواعد التي من المفترض أن يتقنها الطفل بعد قراءة القصة.
 فكأن البيئة التعليمية متحدة بين منهج القراءة وتحديد مهارات النطق الأساسية والقراءة الحره في المنزل فتكون المعادلة التي حللتها شخصياً فليست لدىّ خلفية كبيرة في المفاهيم التربوية هي كالتالي: 

 قراءة كتب في المنزل + قراءة كتب في المدرسة = التركيز على نطق الأحرف الهجائية بروح القراءة. 



-تحديث ٢٠١٩- عدنا إلى استراليا وكانت المنهجية نفسها حيث عاد ابني بعد أول اسبوع في مرحلة التمهيدي في المدراس هناك بالقصص إلى المنزل :)  تجدون طريقة الجدول للقصص التي سيقرأها خلال " الترم"  في المقطع هنا،،

     
                                                                                           

بطبيعة الحال تنعكس القراءة على وفرة المفردات ومن ثم استحضارها عند الكتابة وصياغة الجمل، لذلك حصل ابني  محمد بحمد الله على جائزة  كاتب الأسبوع في عام ٢٠١٥.

   
                               
                             

 فكنت أتساءل كيف استطاعوا إلى تحبيبهم القراءة ومساعدتي في إحياء هذه الأنفس، لأن حتى ابني الذي في الحضانة لديه وقت للقصة يسمى Story time، فوجدتهم يجلسون كالحلقة يومياً في وقت معين حول الأستاذة يستمعون لها بانصات كيف تروي لهم القصة، ولكم أن تتخيلوا تلك الوجوه البريئة التي تنظرإلى تعابير وجهها المهمة في ايصال المعلومة، لذلك أجده قبل النوم يحضر لي احدى القصص حتى وإن كانت من كتب إخوته الكبار ويطلب مني قرائتها. بل إنهم قاموا بالتوزيع علينا نسخة مصوره وجدتها هنا في ملف PDF اتمنى في الحقيقة المساهمة في ترجمتها لأنها أفكار سهلة لتوعية الأسر لتحبيب أطفالهم على القراءة  في المنزل. 

- فاصل - من الجميل ماوجدته في حساب تكوين الملهم بالأقوال المفيدة، منها هذه المقولة للكاتبة: آستريد ليندرجرين. 





نعود للتجربة التي وجدتها لكن هذه المرة مع ابنتي أرين التي تدرس في الصف الخامس و عن كيفية طريقة القراءة لديهم، فقالت بأنهم يقسمونهم إلى عدة مجموعات: مجموعة تقرأ قراءة جماعية وأخرى منفردة وهكذ، وعند انتهاء القصة يحاولون كتابة  تلخيص القصة للأستاذة ويسلمونها وهي بدورها تقييمهم حول مدى استعابهم وماذا ينقصهم من مهارة حتى يتدربوا عليها، هذا بالإضافة لمجموعة القصص التي يجب عليها أن تختارها من مكتبة المدرسة للمنزل، وعند اعادتها تطلّع أستاذتها على ما كتبت حول القصة وهكذا.

وهنا مثلاً وجدت هذا الجدول لابنتي في مادة القراءة، وهو مناسب جداً عند تعلم لغة معينة أو للأطفال خصوصاً المرحلة الابتدائية حتى يتكون لديهم قاموس من الكلمات، وهو عبارة عن جدول مقسم إلى أربعة أقسام بأربعة ألوان، قسم كلمات لا تعرفها نهائياً ولم تسمع عنها، و قسم سمعت بها لكن لا تعرف معناها، وقسم تعرفها لكن لا تستطيع شرحها، أما القسم الأخير فتعرفها وتعرف معناها وتستطيع وضعها في جملة .




أما الجهود الذاتية لهم في تعلم القراءة هي الكتب التي يشترونها بأنفسهم فكنت أترك لهم حرية الاختيار، لكن وجدت أنهم استمتعوا جداً بهذه السلسلة وعلى ما أعتقد إني قد وجدتها مترجمة في جرير، فمثلاً هذا الكتاب يعلمهم كيف يكتبون كتاباً بأنفسهم .




وفي هذا المقطع يذكر ابني محمد رأيه بعد انهى قراءة سلسة من الكتب، وهو بنظري قد يكون مفيداً للآخرين فليس كل كتاب يستحق دفع مبالغ فيه .



ومن الأشياء الجميلة التي أثرت عليهم الكتب بالرغم من وجود الأجهزة الذكية التي لم أحرمهم منها، ولكن ما أن ينتهي الوقت المتاح لهم أجدهم يلجأون لصاحبهم القديم ونعم الصاحب.





في الحقيقة كانت أول الكتب العربية التي أعجبت أطفالي كثيراً هي سلسلة الفيلسوف الصغير، والتي أخذتها من صديقتي العزيزة عبير فشكراً لكِ بحجم السماء إن كنتِ تقرأين هذه المقالة. وهي عبارة عن "سلسلة تحاكي حواراً تقليدياً بين الأطفال والكبار يهدف إلى مساعدة القارئ الصغير على تكوين وتنمية طريقته الخاصة في التفكير وتشجيعه على مداومة طرح الأسئلة ليتعرف على نفسه وعلى الحياة والمجتمع من حوله وذلك بأن يفكر بعمق أكثر ولا يكتفى بظاهر الأشياء" أنصح بها.  



الآن وبعد ذكر هذه التجربة التي سعدت حقيقة بمشاركتها مع الجميع لا لشيء إلا إني كغيري من الأمهات اللاتي تفكر حين عودتها بعد فترة انتهاء البعثة، كيف تحافظ على ما تم بنائه؟ فكما تعلمون "الهدم أسهل من البناء".

فبدأت مرة أخرى البحث كتجربة عبر اليوتبوب لأعمل حصر سريع فقط بخصوص غزارة المواد في هذا الباب، فعندما كتبت بالانجليزي في اليوتيوب Reading for kids كمثال حصلت على عدد المقاطع  21,600,000 بينما عندما كتبت بالعربي القراءة للأطفال كانت النتيجة 139,000 فقط مقطعاً !!! إذا هل توافقوني بأن هناك خللاً ؟؟

قد يفعل البعض مثل هذا الكاركتير.






ولكن هنا بعض النماذج العربية المشرقة والرائعة في محاولة لحل مشكلة "عدم محبة الكتاب ".  في البداية أعتقد الشقيري  "ماقصر" في كثير من حلقاته في برناج خواطرأو حتى في قُمرة حيث أنه شخصية إعلامية مؤثرة في العالم العربي قد حرص على التطرق لموضوع القراءة كثيراً في حلقاته. 

وعند البحث وجدت تجربة جميلة لد. لطيفة النجار وهي أستاذة لغة عربية في احدى جامعات الإمارات، وتحدثت حول مبادرتها التي كانت تركز فيها على: كيف نجعل حياة الأطفال أجمل بصحبة الكتاب تشكر عليها. فقد ذكرت في آخر المقطع نقطة مهمة للغاية، وهي أن من ضمن التحديات التي واجهتها هي أن اللغة العربية الفصحى أصبحت موجودة  فقط في الكتب بينما في المقابل تطغى اللهجات العامية في الكلام، وكذلك حضور اللغة الانجليزية بشكل قوي في الدول العربية فيما اعتبرت أن هذا ظلم للعربية الفصحى. 




وبالمناسبة هذه كانت  كذلك من ضمن التحديات التي واجهتني مع أطفالي عند تعليمهم العربية هنا كانوا يقولون نحن لانستخدم هذه الكلمة ولاتلك إلا في الكتابة !! وهذا بحد ذاته يعد تحدياً في صعوبة تعلم اللغة واتقانها. وليس فقط أطفالي بل حتى أصدقائي الغير عرب الذين تعلموا العربية يشتكون من اللهجات العامية وكيف تأثرت في عدم اتقانهم للفصحى، وكذلك عدم وجود أشخاص يتحدثون معهم بالفصحى وهنا مقال اختص بهذا الجانب بعنوان أين أتعلم اللغة العربية.

ومن ضمن النماذج كذلك الجيدة مبادرة دولة الإمارات في مسابقة تحدي القراءة العربي وقد ذكر د.غسان في كتابه ثقافة الطفل العربي: الواقع والآفاق، بأن هناك العديد من الندوات التي اهتمت بالطفل كصناعة كتاب الطفل العربي، ثقافة الطفل العربي ومناهج التعليم وغيرها، نبه على عدة جوانب قد يعتقد بأنها عناصر جذابة كموضوع الكتاب والأسلوب وغيرها. وكذلك نوال السعداوي سواء اتفقنا أم اختلفنا معها أنشأت مكتبة صغيرة في المدينة التي ترعرعت فيها للأطفال جهد تشكر عليه حقيقةً. وهنا تجربة جديدة فريدة لطفلة أردنية جميلة ألفت روايتها، لكم أن تقارنوا بين اللغة التي تستخدمها وقد ذكرت كيف أثرت القراءة عليها وبين لغة المذيعتين.




واختم بجهود الأستاذ أحمد طابعجي الواضحة سواء كانت عبر سناب الشات التي يقوم بعمل تغطيه لمعارض الكتب في أنحاء المملكة، ويحرص على ذكر تجربته من خلال قراءة بعض الكتب المميزة التي يشارك الآخرين فيها. وقد خصص عبر قناته في اليوتيوب حلقة بعنوان  كيف نشجع أطفالنا على القراءة من ولادة الطفل إلى ٣-٦ سنوات وكذلك المرحلة الإبتدائية مع عرض مجموعة من الكتب التي قد تفيدكم فهنا الجزء الأول
 



وهنا الجزء الثاني 




إذا كان هناك واقع عملي وواقع نظري وهي جهود يشكرون عليها ولكن نريدها نمط حياة نمط دراسة اجباري للطلاب في المدارس. 
بوجة نظري بأن التنظير "كفى ووفى" ويبقى جانب التخطيط والتنفيذ، ولا أعتقد أنه من الصعوبة بمكان والدليل عليه المبادرات السابقة الذكر فقط نحتاج أن نستشعر بالمسؤولية ونعترف بأن هناك مشكلة تحتاج إلي حل جماعي. المعلم بطبيعة الحال سينفذ مالديه من منهج، لذلك يأتي دور الأشراف التربوي على تحمل الأمانة واعادة الجهود في النظر إلى حلول ليست مستحيلة وتطبيقها في أقرب وقت ممكن لكن من المهم أن نطرح سؤالاً هنا هل المسوؤل يقرأ ؟؟ لأن  جزء من المهمة ستنزاح، ففاقد الشئ لايعطيه .

حتى لايساء الفهم فلست هنا اتقمص شخصية المنتقد للواقع، فمصيري كغيري من المبتعثين الذين شاؤوا أم أبوا عائدين إلى بلادهم، لكن وضعت هنا بعض الاقتراحات التي بوجهة نظري قد تساهم بالحل: 

أولاً : للمسؤول في التعليم العام خصوصاً المرحلة الابتدائية

  1.  وجود موقع خاص للمدراس  يوضع فيه كل القصص والكتب سواء العلمية وغيرها ابتداء من الحضانة حتى الثانوي  ويتم تعميمها على كل المدراس وبالإمكان الحصول عليهاعبر الموقع مثل هذه الفكرة الملهمة هنا بالتأكيد تكون باللغة العربية، طبعاً في هذه النقطة يستعان فيها بالكتاب والكاتبات المهتمين بالتربية والتعليم .
  2.  استقطاع نص ساعة يومياً من آخر"حصة" في التعليم الإبتدائي و يعمم على جميع المدراس، تكون فيه قراءة قصة جميلة أو رواية هادفة، يفضل أن تكون من كتّاب عرب يعرفون البيئة والثقافة المتنسابة مع المجتمع. وأعتقد بأن الرحم العربي لم يعقم بإنجاب كتّاب متميزين في هذا المجال لكن يحتاج تسليط الضوء عليهم .
  3.  وجود  في كل مدرسة مكتبة "مفعّلة " تتوفر فيها نفس القصص والكتب  وتعطى الأطفال إلى منازلهم ويتم استرجاعها في نهاية الأسبوع ثم يتم مناقشتهم في الفصل، خصوصاً إذا كانت هذه القصة مرتبطة بفكرة الأسبوع مثلاً سواء كانت غرس قيمة معينة أو معلومة علمية أوغيرها .إذاً تحتاج إلى تخطيط دقيق وأعتقد بأن لدينا من الذين يحسنون التخطيط التربوي فوجودهم مهم جداً في التأسيس مثل هكذا مشاريع التي ستسمر سنين مديدة بإذن الله.
  4. تكون  هناك مسابقات  بين الفصول والمدارس لخلق روح التنافس بين الطلاب لقراء في نهاية كل شهر وكتّاب الأسبوع وهكذا.


ثانياً: الأسرة

  1.  احياء روح القراءة بدايةً من الوالدين حتى أصغر طفل في المنزل .
  2.  وجود مكتبة منزلية.
  3.  الاهتمام بالكتاب والحرص على عدم تمزيقة كما يتم التعامل مع "ملابس الماركات و مجوهرات الألماس والسيارات الفارهة" فهي ماديات بحتة بينما الكتاب فهو الذي يغذي العقل. 
  4.  قراءة وتوزيع بعض الروابط البسيطة كنشرات للأسرة مثل هذا pdf حتى تعتمد القراءة كمنهج حياة. "يحتاج الى ترجمة الكتاب pdf".

ثالثاً : للكتّاب والأدباء الصغار والكبار

  1. المساهمة في الاكثار من كتابة القصص وتحريك الخيال الواسع في كتابتها.
  2. تطوير مهارة التفكير والنقد حتى تخرج لنا حلة جديدة من الكتب التي تتلامس عقول الأطفال اليوم.
  3. احياء روح الكتابة  عند الأطفال وتسهيل لهم خطوات الكتابة.
  4. حكاية تجاربكم وخبراتكم ومعاناتكم في الكتابة، وكونوا بالقرب من الناس.

رابعاً : المؤسسات ودور النشر

  1.   الاستعانة " بمشاهير الإعلام الرقمي" للإعلان عن الكتب .
  2.  اعلان مسابقات مستمرة عن أفضل الكتب مبيعاً ولماذا؟ واحترام عقول الناس في عدم خداعهم بالعناوين البراقة دون المحتوى.
  3. مساعدة المبتدئين من الكتّاب بتقديم عروض معينة لهم.  
  4. توفير كتب الكترونية يسهل تحميلها عبر الأجهزة الحديثة، بهذة المناسبة اود أن أشكر متجر الطفل القارئ ومؤسسة كادي ورمادي على جهودهم وبأذن الله تزيد مثل هذه المؤوسسات حقيقة في العالم العربي.
  5.  حماية جهود الكتّاب من السرقة الإلكترونية لكتبهم. 

خامساً: المشاهير سواء في الإعلام القديم أو وسائل التواصل الحديثة 

  1.  نريد أن نرى بعضكم يقرأ، لأنه حتماً سيتضح ذلك من خلال حديثه وفكره.
  2. بدل من المساهمة في كوننا شعوباً مستهلكة نريد أن نرى اعلان عن أفضل كتاب أو رواية.
  3.  عمل مسابقة عن أكثر قارئ للكتب من الأطفال وعمل يوم في الأسبوع  مثلاً جائزة على أفضل تلخيص أو أفضل رسمه تعبر عن الكتاب. 

سادساً : التجار والأثرياء: 

لم نعد بحاجة  إلى أسواق جديدة، فقد أصبح بجانب كل سوق وسوق سوق آخر، نريد أن تبنى المكتبات ويصبح عددها مثل الأسواق تماماً وأكثر، مكتبات توفر الكتب  والمصارد بجميع اللغات في جميع التخصصات،  وتساعدون المترجمين في ترجمة الكتب المتميزة، أعلم بأنها لن تدخل عليكم ثروة الأسواق لكن تذكروا أنكم تحيون أنفساً بتغذية عقولها ومن ساهم في إحيائها فكأنما أحيا الناس جميعاً، وماعند الله خيرٌ وأبقى.




 واختم بهذه المقولة 





ملحوظات:
* لا أسمح ولا أحلل أحد يقوم باقتطاع جزء من النص ونسبته للغير أو أخذ الصور الخاصة بأطفالي وعرضها في أي حساب دون طلب الأذن مني. 
*  أي أحد لديه اضافة بخصوص الاقتراحات سأضيفها هنا باسمه إن أراد.
* من يترك الموضوع ويناقشي حول لماذا أولادي يتكلمون أو يكتبون بالإنجلزي فأقول لهم لو كانوا في الصين لحرصت على أن يتقنوا اللغة الصينية ، لذلك لن أهدر طاقتي في هذا الموضوع. 



والسلام 🌹
س ح ر 



This Blog is protected by DMCA.com/ هذه المدونة تحت حماية شركة DMCA لحفظ الحقوق من السرقات الأدبية