30‏/8‏/2018

سلسلة السفر مع الأطفال أفكار وتجارب ١

السلام عليكم 

بعد الانتهاء من تدوين  سلسة تجاربي في مرحلة الابتعاث الأكاديمية والتي قد نالت على اعجاب  الكثير من المهتمين في المجال الأكاديمي  وتلقيت العديد من التعليقات المبهجة من حيث الاستفادة من المضمون، وهذا هو الهدف من التدوين بالنسبة لي حيث أنني أؤمن بأن نقل التجربة للآخرين ماهي إلا طريقة من طرق شكر الله على نعمه الكثيرة و التي منها اتاحة الفرص لخوض هذه المرحلة الجميلة من الحياة وإعادة توثيقها حتى يُستفاد منها.

رابط الصورة هنا

هذه المرة أحببت أن انتقل إلى كتابة سلسلة أخرى من التجارب المثيرة والمحببة للأنفس ألا وهي تجربة السفر ولكن عندما يكون السفر مع الأطفال، وأعلم مافي هذه التجربة من جهد وتعب وارهاق لكن في هذه السلسلة  بإذن الله ستكون مميزة وفريدة بالمعلومات التي تناسب العائلة المحبة لاكتشاف هذا الكون الفسيح مع أطفالهم،  لذلك سأحرص على إبراز الأماكن المميزة التي تفيد الأطفال تربوياً وثقافياً، وفي المقابل لن تكون مرهقة لميزانية العائلة، بالإضافة لنقل التجربة التي أجدني كذلك استفدت منها مع أطفالي شخصياً عن طريق بعض الأفكار التي قد تساعد في تسلية الأولاد أثناء الانتظار في المطارات أو الطائرات أو غيرها من التجارب.

قد تجد بعض الأسر صعوبة في اصطحاب أطفالهم معهم  للسفر، وهو بالفعل قد يكون مكلفاً مادياً على ميزانية بعض العائلات سواء كانت الدولة المقرر السفر إليها باهضة التكاليف أم لا،  بالإضافة  إلى أن عمر الطفل الذي  في الحقيقة يحدد ما إذا كان السفر مناسب له أم غير مناسب.  من وجهة نظري السفر مع العائلة له طعمه الخاص بل أجدها تستحق ما يدفع لها من الأموال، لأنها باختصار ستحمل  الكثير من الذكريات الخالدة لتاريخ العائلة، فلازلت أذكر تلك الرحلة الفائقة الجمال والدهشة عندما قمنا (بالتخييم) لمدة أسبوع كامل أمام احدى شواطئ المملكة، وكنت حينها في الصف السادس الإبتدائي، ولازلت أذكرها تماماً وأذكر رائحة خبز جدتي لأمي الجميلة التي كانت تقوم بتجهز الفطور على البحر كل صباح، والسباحة التي لم أمل منها طيلة الأسبوع  كيف لا والبحر من أمامنا يغرينا بصوت أمواجه، و الأمسيات المسائية الرائعة والألعاب الجماعية، واكتشاف الأماكن من حولنا وخلق القصص والطرف والنظر لغروب ولشروق الشمس والتي كانت  في أحلى صورها بعيداً عن العمران الذي باعد بيننا وبينها، وكذلك التمتع بمشاهدة النجوم ليلاً التي زينت السماء وغيرها الكثير والكثير، أما الرحلات الخارجية فقد احتفظت أمي بصور لنا رائعة  حيث كنا صغاراً حينها، ولازلت محتفظة بها إلى الآن حتى أشاهدها مع أطفالي، فشكراً بحجم السماء لأمي ولأبي على هذه الذكريات الجميلة. 

أما أنا فقد أحتاج الكثير لأن أكون مثلهما في  طول صبرهما، أو حتى مثل حكمتهما في السفر، لذلك أحاول قد المستطاع أن أكون غير متكلفة في كثير من الأمور، وأن أحرص على أن يستمتعوا أولادي بطفولتهم بأكبر قدر ممكن، لذلك تجدني أحب الأماكن الطبيعية للعب والاكتشاف و زيارة المتاحف للتأمل وقراءة التاريخ وغيرها الكثير، وأحرص على نقل والتعرف على ثقافة الشعوب الآخرى  لهم، مع زرع بعض القيم خلال تلك الرحلة والتي هي الأهم.

رابط الصوره هنا 

لا أريد أن أطيل في هذه التفاصيل، لذلك سأخصص الحديث في بداية هذه السلسلة عن  بعض الأمور المهمة و التي  يفضل  وضعها في الحسبان  عند اتخاذ قرار السفر مع الأطفال وفي نفس الوقت  كما ذكرت سأحرص على أنها لن ترهق ميزانية العائلة، وقد وجدت بأن (Suger Mamma ) قد ألهمتني في إحدى فديوهاتها تجدونه هنا لمن أراد الرجوع للمقطع،  فاخترت ما أجده مناسباً لمقالي وترجمتها مع بعض الإضافات التي أجدها من وجهة نظري مهمة، لذلك سأذكر بعض النقاط التي قد تحفظ لكما الكثير من المال وتنعمون  برحلة سعيدة وممتعة مع أطفالكم بإذن الله. 

أولاً: البحث ووضع الخطة لترتيب الميزانية، فقد وضحت Suger Mamma  بأنه من المهم الجلوس مع الأطفال وتحديد ماهي الأنشطة التي يرغبون بمزاولتها وماهي الأماكن التي يجب زيارتها،  ويتم وضع الميزانية  المناسبة لها وكذلك تحديدها بعينها من الأمور الجيدة لأنه سيتم التاكد من زيارتها كذلك.
أحياناً كوالدين نختار مثلاً أماكن معينة للزيارة ونجدها لاتعجبهم مثلاً نكون حينها قد خسرناالمال و كذلك خسرنا الوقت الذي هو المهم في الرحلة إذا كانت محددة بوقت معين حيث كان من الأفضل قضائه في أمر آخر يجدونه ممتعاً، وتوضيح لهم من البداية بأن إرضاء جميع الأطراف قد يكون أمراً صعباً لكنه ليس مستحيلاً لذلك تحديد مثلاً الوقت لقضائة و نوضح لهم بأننا سنمكث  في هذا المكان لأنه يناسب العمر الفلاني وما أن ننتهي سننتقل للمكان الفلاني، أو يتم التقسيم كأن تذهب الأم مع الأعمار المتقاربة للمكان المناسب لهم ويذهب الأب مع القسم الآخر وهكذا، وهو ما قمنا به عندما ذهبنا إلى الألعاب المميزة Alton Towers  والتي سأحكي تجربتها في مقال منفصل لأنها تستحق الزيارة حقيقة . وهنا مقطع ابنتي التي عبرت فيه عن مدى بهجتها لتلك  الزيارة.



 هناك من الأسر لا تحب أن تضع خطة و هذا يرجع لها بالتأكيد ولكن من الأفضل التحديد والبحث المسبق فليست كل الأنشطة مجانية لذلك قد تحتاج دفع مبلغاً معيناً ويتم ذلك في الحسبان مسبقاً حتى تستمتعوا برحلتكم دون ارهاق ميزانية العائلة كما ذكرنا وتكون آخر الرحلات !!

ثانياً: الحجز المبكر لأنها قد تساعدك في حفظ أموالك تقريباً مايقارب ٣٠٪  خصوصاً الطيران واختيار البرامج  والمواقع التي تساعدك في إيجاد الأرخص من العروض.

ثالثاً: من المفيد جداً ماذكرته Suger Mamma وهو تخصيص حساب بنكي وتخصيصه باسم (حساب إجازة العائلة)، بحيث يتم جمع ما تم توفيره خلال السنة أو المال الذي يأتيك من عمل إضافي وغيرها، فعندما يأتي الحجز السنوي للرحلة يتم استخدام بطاقة هذا الحساب فقط لا غيره عندها لن يكون هناك ضغط على ميزانية العائلية ككل.

رابعاً: عند اختيار الشقة الفندقية مثلاً ذكرت Suger Mamma بأن تتأكد من أنها تحتوي على مغسلة للملابس ومجفف،  لأنها ستوفر أكثر بكثير من فاتورة الغسيل في الفنادق، أليس كذلك!

خامساً: أيضا من النصائح الجيدة التي نبهت عليها Suger Mamma هو التأكد من وجود مطبخ صغير لإعداد الفطور المشبع  والمغذي للأطفال،  لأنه باختصار سياعدك على مواصلة بقية اليوم  والقيام بالأنشطة المتعددة مع حمل مجموعة من الوجبات الخفيفة كالفواكة والساندوتشات المتنوعة وغيرها حتى تكون جاهزة وقت الحاجة بدلاً من مضيعة الأوقات في البحث عن المطاعم التي قد تكون مبالغ في أسعارها وغير مشبعة لهم، وكذلك تعبيئة المياة  للشرب الخاصة بهم في شنطهم حتى يستمر اليوم بدون معاناة أو صراخ  بسبب جوعهم أو عطشهم الذي قد يفسد اليوم متعته. 


سادساً: من النقاط الجميلة حقيقة ما ذكرته Suger Mamma وهي التأكيد بأن فكرة السفر ليست بالضرورة أن تكون من دولة إلى دولة أخرى فقط، فالسفر والتغيير قد يكون كذلك بزيارة المدن الموجودة في بلدك لاكتشاف تاريخ معين هناك، وكذلك إبراز الأماكن المميزة  للأطفال فيها.
 فقد كان والدي في إحدى سفرياتنا الداخلية حقيقة  لاأدري هل هي فكرته أم فكرة والدتي،  لكن كانت بحق رائعة فقد كان والدي في كثير من سفرياته يفضل السفر بالسيارة 😐، وأعلم كم يحتاج هذا النوع من السفر إلى صبر وطولة بال، فقد كنا خلال هذا السفرية وحتى وصلنا للمدينة المنشودة نمر بالعديد من المدن والمحافظات والقرى، لذلك أحضر لكل واحد منا دفتراً وقلماً وطلب منا أن نكتب أسماء تلك المناطق وأشهر ما فيها من معالم، وماهو رأينا فيها وهكذا، لازلت أذكرها لأننا انشغلنا وأخواني بالكتابة والمنافسة وتأكيد المعلومات في حين استمتع والدي ووالدتي بالرحلة 😁

 سابعاً: بوجهة نظري وهي قد لا تعد من ضمن التوفير المادي لكنها ستوفر جزء كبير في الحفاظ على طاقة الوالدين وهي  مهمة! عن طريق إعداد بعض الألعاب المسلية لهم وقت الانتظار، وغالباً ما أحرص على جعل شنطهم  تحمل مايلي: ألوان، دفتر صغير فيه رسومات، ملصقات منوعة، و ألعاب صغيرة، كتب، ومن الجيد تحميل بعض الألعاب المفيدة في الايبادات الخاصة بهم والكتب لكن لا أنصح به لذلك أجعله كحل أخير إذا لم تكن في الطائرة ما يسليهم كأفلام الكرتون وهذه الصور فيها بعض الأفكار التي أقصدها.



وهذه تجهيزات ملف أطفالي للرحلة. 






وأخيراً بالتخطيط الجيد وتنمية روح  الاكتشاف للأطفال والحرص على ترويح وتجديد النفس بعد جهد سنة كاملة ليست غالباً منوطة بدفع الاموال وارهاق الميزاينة  واحرصوا على الاستمتاع باللحظة وتمنياتي للجميع بسفر سعيد مبهج. إلى  أن ألتقي بكم في تدوينة قادمة عن تجربتي العائلية  لأحدى الدول التي  طال انتظاري لزيارتها.

وأخيراً اختم بهذه المقولة التي لا أعلم من قالها:




والسلام🌹 
س ح ر 

ملحوظة:

* الصور أخدتها من برنامج Pinterest.

* لا أسمح بنقل المقالة بدون ذكر المصدر. 


7‏/8‏/2018

أطفالي وخروف العيد

السلام عليكم 

أعود إليكم بمقال خفيف ظريف لأحكي لكم فيه عن تجربة مع أطفالي قديمة نوعاً ما، وقد قمت بتوثيقها في إحدى حساباتي الخاصة حينها، ولكني أردت أن أعيد توثيقها على هيئة مقال بسيط، خصوصاً مع قرب موسم الحج الذي نسأل الله أن يتقبل من الجميع الطاعات وصالح الأعمال. 

من تصوير أخي المتألق عبدالهادي الشهري ولمن أراد التغذية الجمالية للبصر فليتأمل حسابه الذي تجدونه هنا

دعوني أخبرنكم بداية بأنني وجدت الأعياد المتوالية في الغربة لها طابع جذاب في استقطاب الأطفال سواء كان ذلك على المستوى الفني عبر استخدام ألوان معينة أورسومات مميزة أوحتى ترتديدات  لأغاني بسيطة، كلها تهدف لغرس هذه الأعياد والمناسبات لدى الأطفال وتحبيبهم بها، أوحتى كذلك على المستوى التجاري والتسويقي لهذه المنتجات، فالكل يعمل على قدم وساق لإبراز البهجة والاحتفاء بهذه المناسبات والقيام بتزيين الشوراع والمنازل. لذلك حاولت حينها أن ألفت انتباه أطفالي لأعيادنا ومناسباتنا الإسلامية مااستطعت إلى ذلك سبيلاً وإن كان جهد الفرد لا يقارن بجهد المجموعة!
ففي هذا المقال سأذكر لكم تلك التجربة المتواضعة التي وجدت حينها البسمة قد رسمت على وجوه أطفالي، ولاحظت سرعة فهمهم لتلك الشعائر العظيمة المميزة في أعيادنا، لذلك حاولنا التفكيرمعاً على مستوى يتناسب مع أعمارهم . فقد وجدت أن أكثر ما يشعر الأطفال بالثقة بعد عودتهم من المدارس عندما يحملون عملاً معيناً من صنع  يديهم وإن لم يكن بتلك الدقة والاحترافية إلا إنها تعنى لهم الكثير،  لذلك قررنا أن نعمل عملًا مناسبا يتعلق بالحج ونشرح معاً الشعائر المهمة في هذا العيد، حيث أن كثيراً ماكان يسألني ابني محمد حول ( قصة الذبح) وسيدنا اسماعيل وابراهيم عليهما السلام. 

ـ بدأنا العمل -
من حسن الحظ حينها أني وجدت في احدى الكتب المتخصصة بلعبة الصلصال عملاً لاحدى الخرفان (الكيوت) فوجدت بأنه من المناسب أن نعمله سوياً مع ربط ذلك بالتعليم حول سبب ارتباط الخروف بالعيد، فبدأنا العمل على قدم وساق  فالكل محتمس لعمل خروفه بيده. 

  🐑 عمل ابني محمد بالصلصال وقد كان في غاية السعادة عند الانتهاء من صنع خروفه بيده

ـ فاصل ـ

من الأمور الآخرى المهمة بالنسبة لنا في العيد هو الحرص على حضور صلاة العيد في المسجد، فقد اعتدنا المحافظة على صلاة العيد، وكذلك  في الغربه نحرص وأبنائنا على حضورها في أي مدينه نكون فيها، فتجدون مثلاً في المقطع التالي صلاة عيد الفطر  في مدينة برمنجهام البريطانية ، وفي حقيقة كان من أجمل صلاة عيد فطر صليتها في حياتي، فقد اختاروا المكان للصلاة الذي كان عبارة عن حديقة كبيرة وجميلة والأجواء كانت رائعة ومعتدلة، وقد قاموا بتجهيز الألعاب الكهربائية المجانية للأطفال،  والتنظيم الذي كان يفوق الروعة  وهو الأهم حقيقة من قبل الأخوة والاخوات هناك، حيث كان العدد حينها يقارب أربعة عشر ألف مصلي ومصلية  ولم نشعر بذلك من روعة التنظيم.

 الهدف من المقطع  هو توصيل الصورة العامه للمكان، لأنهم منعوني من التصوير حيث كانت هناك شركات كبرى تقوم بتصوير الحدث لذلك اكتفيت بتصوير السماء 😕



  وهنا عدة صور من الاحتفال في نفس الحديقة السابقة الذكر 😍
ـ عدنا ـ

أما عيد الاضحى الذي كان في مدينة ريجاينا و التي كانت في الحقيقة ( كئيبة ) لأنها بارده في أشهر كثيرة من السنه وأعتقد بأن هذه الصورة التي التقطتها من غرفتي عبرت حتى عن مجرد التفكير بالخروج 😓  إلا أن طعم العيد كان مميزاً حقيقة بدفء المشاعر النبيلة التي كانت برفقة العائلات المميزة التي تعرفنا عليها هناك .



فبما أننا سنحضر المسجد  للصلاة سألني وقتها ابني محمد بأن يحضر بعض الحلويات التي اعتاد أن يقوم بتوزيعها قلت نعم يمكنك لكن ما رأيك بأن نجعل السله التي نحملها كذلك تناسب مع عيد الاضحى فرجعناإلى(سالفة) خروفنا السابق 😁وقمنا  برسم حدود لذلك الخروف المنشود وقاموا بتعبئته بالقطن وهكذا كانت النتيجة التي فاقت توقعاتهم 😍




ثم قمنا  بفكرة  السلة المناسبة لتوزيع تلك الحلويات والبسكويتات على الأطفال في المسجد، وكنت أريد منهم أن يصنعوا شيئاً متوفراً في المنزل فالأجواء كما ذكرت لا تحمس بالانطلاق حتى إلى الذهاب لأقرب مركز تجاري،  بالاضافة بأن العيد كذلك كان في اليوم الذي يليه!!  فاخترنا الكرتون المعروف الذي قد يتواجد في أكثر البيوت وقمنا بتغليفه بما توفر لدينا من تغليف وبعدها قمنا بتعبئة  بما  يناسب الأطفال من الحلويات.  




وكما ذكرت هذه تجربة كانت قديمة وهناك من الأفكار الجميلة والرائعة والتي أنصحكم بتحميل برنامج Pinterest لأنه يحتوى على عالم من الصور وحتى المقاطع مقسم إلى عدة أقسام مما يسهل المهمه عليكم في الاختيار،  فمثلاً قمت بكتابة عيد الأضحى بالعربي والانجليزي وانظروا إلى حجم الأفكار المميزة في داخل الأقسام. 






وأخيراً ،، تمنياتي لكل من عزم الحج بأن يجعل الله حجه مبروراً ومن لم يحج بأن يتقبل الله طاعته في هذه الأيام الفضلية .

 🌹والسلام


س ح ر


This Blog is protected by DMCA.com/ هذه المدونة تحت حماية شركة DMCA لحفظ الحقوق من السرقات الأدبية